أحداث أنفو: عبد اللطيف جبرو انعقد بمدينة جنيف السويسرية في الشهر الماضي منتدى دعا إلى عقده مندوب الأمين العام للأمم المتحدة في شأن قضية الصحراء. وحضر وفد عن المغرب هذا المنتدى كما حضرته وفود أخرى عن موريتانياوالجزائر والبولزاريو. ومن خلال ما قيل عن هذا المنتدى ليس هناك مايؤكد بأن الطرفين الأهم في هذا اللقاء أي المغرب والجزائر أظهرا مايفيد أنهما يستعدان للانتقال أو الاتجاه إلى اتفاق بشأن قضية الصحراء وبعدأسابيع ستعود هذه الأطراف الأربعة إلى اجتماع آخر وعلى أي حال لا يتعلق الأمر بمفاوضات كمايقولون في النشرة الإخبارية للتلفزة الجزائرية وإنماهي مباحثات يشرف عليها مندوب الأمين العام للأمم المتحدة بشأن المشكل المفتعل بخصوص قضية الصحراء المغربية. والمهم أن حكام الجزائر يحضرون هذه اللقاءات بدلا من الإكتفاء بحضور عملائهم الانفصاليين. والمهم كذلك أن الوفد المغربي يضم إلى جانب وزير خارجيتنا وممثل بلادنا في الأممالمتحدة ثلاثة أعضاء منتخبين يمثلون سكان جهتي الصحراء المغربية. ومع ذلك ليس ثمة ما يشير إلى أن هذه اللقاءات ستعمل على الانتقال بقضية الصحراء المغربية إلى مرحلة حل المشكل المفتعل. وسبب ذلك يعود إلى كون حكام الجزائر يوجدون في وضعية معقدة لا تساعدهم على اتخاذ القرارات الحاسمة. وأن لا أمل لهم في التوصل إلى تسوية للنزاع . لقد اعتقد حكام الجزائر أن لهم القدرة على ممارسة ضغوط مختلفة تؤدي في يوم ما إلى إضعاف المغرب وجعله في نهاية المطاف يستسلم لهم. وكان الراحل الهواري بومدين هو المسؤول عن الدفع بالقضية في اتجاه معارك حربية بالصحراء المغربية وبعده اضطر خلفاؤه إلى إيقاف إطلاق النار على أساس ممارسة ضغوط أخرى مثلا إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب رغم أنه قرار يعاني منه على حد سواء المغاربة والجزائريون وللخروج من حالة التوتر في العلاقات بين البلدين اقترح جلالة الملك محمد السادس على حكام الجزائر جعل حد للقطيعة بين البلدين وذلك بخلق آلية للتشاور وهو نداء أكد أن حكام القطر الشقيق ليس لهم استعداد جدي للدخول في مباحثات هدفها التفاهم مع المغرب. من هنا يمكن القول بأن هذا المشكل المفتعل سيطول أمده وأن اللقاءات التي تشرف عليها الأممالمتحدة سوف لاتؤدي في المدى القريب أو المتوسط إلى حل للنزاع المغربي الجزائري، أما في المدى البعيد فالله وحده عز وجل أعلم بما سيطرأ على العلاقات بين البلدين في انتظار ذلك فالحياة عادية وطبيعية في الأقاليم الصحراوية المغربية وأعضاء الوفود والبعثات الأجنبية مما يزورون الصحراء لايشعرون بوجود أي مشكل، بينما الذين يزورون مخيمات تندوف فإنهم يقفون على المأساة التي يعاني منها محتجزون صحراويون بسبب عدم السماح لهم بحق العودة إلى ديارهم وأقاليمهم في الصحراء المغربية.