كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية حقيقة وفاة الملياردير السعودي محمد العمودي، المحتجز لدى السلطات السعودية منذ حملة تطهير البلاد من الفساد الذي شنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقالت مصادر خاصة، لوكالة "بلومبيرغ"، إن العمودي لا يزال على قيد الحياة وستوجه له تهم الفساد والكسب غير المشروع بعد أكثر من عام على احتجازه، وخلال تلك الفترة انتشرت شائعات بين نخب ورجال أعمال سعوديين عن وفاته لكن مسئولا نقلا للموقع شرط عدم الكشف عن هويته أنه لا يزال حيا وسيواجه محاكمة، في تاريخ غير مؤكد بعد. وطبقا لمؤشر"بلومبيرغ"، لثروات مليارديرات العالم، زادت ثروة العمودي بمقدار 6% خلال فترة احتجازه لتصل إلى 8.3 مليارات دولار أمريكي، وقالت الوكالة، إن السبب الأكبر في تضخم ثروة العمودي هو ارتفاع قيمة شركة "بريم أب" لتكرير البترول ومقرها السويد، بالإضافة لارتفاع أسعار عقارات مكتبية يملكها بالعاصمة السويديةستوكهولم. وولد العمودي في أديس أبابا لأب سعودي وأم إثيوبية وبنى إمبراطوريته من خلال الحصول على عقود مقاولات كبيرة ترجع لعهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز. وتمتد إمبراطورية العمودي حاليا لعدة شركات وأعمال في مجالات مختلفة في السعودية وأفريقيا وأوروبا. وكان رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، أعلن في 25 غشت للماضي، عن تحرك الحكومة وسعيها للضغط على السعودية للإفراج عن "الشيخ مو". وجاءت تصريحات آبي أحمد، في خطاب جماهيري نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية، والتي تحدث فيها عن رجل الأعمال السعودي — الإثيوبي، محمد حسين العمودي، المحتجز في المملكة، ضمن حملة مكافحة الفساد التي يقودها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. وقال آبي أحمد: "بالنسبة لقضية الشيخ محمد حسين علي العمودي، إننا نتابع أحواله". وتابع "ونضغط كذلك على الحكومة السعودية لإطلاق سراحه (العمودي)"، مشيرا، إلى أنه سيجري زيارة قريبا إلى السعودية، من أجل الضغط مجددا للإفراج عن العمودي. وكانت السلطات في المملكة العربية السعودية أوقفت، نحو 11 أميرا و38 وزيرا، ونائب وزير، منذ 5 نوفمبر الماضي، عقب صدور أمر ملكي، بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لحصر والتحقيق في قضايا الفساد العام، وكان العمودي من بينهم. ورغم أنه تم إطلاق سراح الكثير من محتجزي "الريتز كارلتون"، والقول للصحيفة الأمريكية، وبين بينهم الأمير الوليد بن طلال، وابن عم العمودي، رجل الأعمال والمطور العقاري، محمد عبود العمودي، إلا أن "الشيخ مو"، كما كان يلقب في الغرب، لم يفرج عنه أو يعرف مكان احتجازه.