بلغ عدد الأشخاص المتابعين في تهريب طن من الكوكايين، التي تمكن المكتب المركزي للتحقيقات القضائية من ضبطها مؤخرا، 20 شخصا ينتمون لشبكة دولية متخصصة. وباءت عملية تهريب الكمية الكبيرة من هذا المخدر عبر الطريق البحري بالفشل بعد تدخل عناصر البسيج، بعد أن استفادت الشبكة من حماية وتغطية شخصيات نافذة وذات مناصب عليا في كل من كولومبيا وإسبانيا. وعلمت «الأحداث المغربية» أن من بين الموقوفين ثلاثة مواطنين كولومبيين «بارونا.ب.ه.أ» و«مارتينيز.أ.ج.ه» و«أرياس.ب.ن» والإسبانيين «خافيير.ب.م.ب» و«أوتيرو.ج.س». فيما أقدمت عناصر المكتب المركزي على حجز عده قوارب مطاطية مزودة بتجهيزات متطورة للاتصال وقنينات أوكسجين وآلات دفع مراكب وهواتف للاتصال المشفر وجيت سكي وآليات رباعة الدفع على الرمال كواد وعربات بينها شاحنة. وأظهرت التحقيقات البنية الأخطبوطية للشبكة في ترويج الكوكايين، حيث تنقسم المجموعة الموقوفة إلى بنية استقبال وتوجيه للشحنة داخل المغرب، ضمت بارونات مخدرات محليين يترأسها الإسباني من أصول مغربية «ف.أ». ومجموعة ثانية من الموزعين للكوكايين في كولومبيا، ينسقون مع شركاء ينشطون بين العاصمة مدريد ومدينة كوسطا ديل صول الساحلية، مهتهم تكمن في تلقي الشحنة في إسبانيا، ثم توجيهها مرة أخرى للتسويق في كل أنحاء أوروبا. في هذا السياق، تم توقيف المسؤولين عن استقبال وتوجيه الشحنة بالمغرب ضمن فريق «ف.أ»، وهما من أكبر موزعي المخدرات في المغرب، يتعلق الأمر بكل من «أ.ه» و«ج.أ»، الذين اكتسبا من خلال نشاطهما في هذا المجال لما يزيد عن ال30 سنة، خبرة كبيرة، من خلال عمليات سابقة لتمرير كميات كبيرة من مخدر الشيرا نحو اسبانيا انطلاقا من المغرب، على متن قوارب تنشط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، تنسق مع ممرين آخرين ينشطون بين طنجة والأقاليم الجنوبية للمغرب. وعلمت «الأحداث المغربية» أن الاتفاق تم بين الكولومبي «خافيير. س» والمغربي الإسباني «ف.أ» على استقبال الشحنة في مدينة الداخلة، ثم توجيهها إلى شمال المملكة، ثم نقلها فيما بعد إلى إسبانيا حيث كان ينتظرها هناك الكولومبي الآخر «آرياس.ب.ن». هذا الموزع الأخير جند زميله في الشبكة ومواطنه «بارونا.ب.ه» للتأكد من صدق نوايا المغربي الإسباني «ف.أ» في التردد على الأقاليم الجنوبية من أجل التأكد شخصيا من خلو الشاطئ بين طانطانوالداخلة من أية مراقبة قد تفسد الخطة، وضمان خط جديد لنقل الكوكايين الكولومبي إلى المغرب في مناسبات قادمة. من جانبه، استعمل الكولومبي الثالث طائرة صغيرة للتسلل إلى المغرب رفقة شريك آخر من نفس جنسيته يدعى «بينشا» الذي غادر التراب الوطني بعد شروع عناصر المكتب المركزي في اعتقال المتورطين في العملية، ليلتحق بدوره بالأقاليم الجنوبية، حيث بدأ في استكشاف منطقة أخرى ببوجدور قد تستخدم كمحطة إنزال للطائرات الصغيرة، التي تستعمل في نقل الكوكايين فيما بعد. بالمقابل، كشفت التحقيقات على أن المواطنين الإسبانيين الموقوفين في هذه القضية خافيير وأوتير ومعهم الكولومبي بارونا، المتخصصين في قيادة القوارب المطاطية، تم تجنيدهم من طرف المغربي الإسباني «ف.أ» وشركائه لاسترجاع الكوكايين من الداخلة. غير أنهم لم يتمكنوا من إتمام مخططهم نظرا للعطب الذي أصاب أحد القوارب في عرض الداخلة.