لأول مرة في تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أصبح ممكنا لضيوف المهرجان أن ينزلوا من الطائرة ويجدوا أنفسهم خارج المطار في ظرف وجيز لا يتعدى خمس دقائق. في الدورات السابقة، وإلى غاية سنة 2016 ، كان الضيف المغربي القادم إلى القاهرة بموجب دعوة من إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يصادف مشكلا عويصا بعد وصوله إلى المطار، حيث لم تكن تأشيرة الدخول إلى الأراضي المصرية التي يحصل عليها من السفارة المصرية بالرباط مقابل رسم مالي تشفع له بختم جوازه مباشرة في مركز الشرطة. بل كان ملزما بأن يسلم جواز سفره للمسؤول الأمني المكلف بإجراءات الدخول، وأن ينتظر خارج طابور القادمين إلى القاهرة مدة طويلة تتراوح بين نصف ساعة وساعة، قبل أن تتم المناداة عليه لمرافقة مسؤول أمني يأخذه إلى مكتب خاص، ليطرح عليه عددا من الأسئلة تخص دواعي قدومه إلى القاهرة، بدعوى أن التأشيرة التي حصل عليها هذا الضيف من السفارة المصرية في المغرب غير معتمدة من قِبل الأجهزة الأمنية المصرية.. مثل هذه التصرفات كانت تجعلني أشعر بالغضب الشديد، وكنت أجد نفسي مجبرا على الدخول في شنآن لفظي مع أجهزة الأمن في المطار، إلى الحد بالمطالبة باسترجاع جواز سفري لأخذ أول طائرة عائدة إلى المغرب، قبل أن يقوم المُستخدم في إدارة المهرجان المسؤول عن استقبال الضيوف بتهدئتي.. في هذه السنة، تطورت عملية استقبال ضيوف الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بشكل هائل. فمباشرة بعد ولوج المدعوين إلى المهرجان السينمائي باب المطار بعد نزولهم من الطائرة، يجدون في استقبالهم مُستخدمين في إدارة المهرجان يحملون لوحات ترحب بهم، ويأخذون منهم جوازات السفر، ويقومون بتعبئة بطاقات معلوماتهم الخاصة بالشرطة، ويرافقونهم نحو ممر خاص، حيث يستقبلهم مسؤول أمني أو مسؤولة أمنية بابتسامة واسعة، ويتم ختم جوازاتهم في الحين. وبعدها يرافق المُستخدم المكلف بالاستقبال الضيف إلى مكان استلام الحقائب، ويقوم هذا المستخدم بحمل حقيبة الضيف فوق العربة ويصاحبه إلى مكتب خاص بتأمين نقل الضيوف إلى الفندق، وهناك يقوم مسؤول عن النقل بأخذ أمتعة الضيف في العربة ويرافقه إلى خارج المطار، حيث توجد سيارة خاصة، ذات تصميم خاص، تتميز في تصميمها عن السيارات العادية، وتحمل شارة المهرجان.. عملية تأمين تنقل واستقبال الضيوف التي نجحت فيها إدارة المهرجان هذه السنة بشكل هائل، عبر مسار تواصلي ناجع دام حوالي شهرين، منذ مرحلة توجيه الدعوة إلى الضيوف، مرورا بحجز تذاكر الطائرة، وإلى غاية الوصول إلى الفندق الفاخر وسط القاهرة، يتكلف بها منذ البداية إلى النهاية إطاران مصريان متخصصان في مجال التواصل، هما أشرف سلامة ومساعدته نانسي نظمي، اللذان يشرفان بمهنية عالية على هندسة كل العمليات المتعلقة باللوجستيك.