لو كان هناك قليل من منطق، لكنت الآن قد تلقيت وعدا من منظمي مهرجان مراكش السينمائي الدولي بتيسير عبور "روبير دو نيرو" من ال "إف .ب .إم"، لأنه الموعد الأول في هذا التخصص في البلد. في العام ألفين و أحد عشر، حين ترأس الرجل لجنة تحكيم مهرجان "كان" العالمي، لم يكن بالإمكان أن يتصور الفرنسيون حضوره دون أن يعبر من بعض بلاطوهات البرامج المتخصصة. هي أنجع طريقة لتعريف المتتبع المحلي و العربي، بأن كبيرا يعبر من مهرجاننا الذي نريده كبيرا بنا قبل أن يكون كبيرا بزوارنا. هو مهرجاننا نحن، و هو الموعد السينمائي الذي كبر معنا و نتمنى بأن يستعيد عافيته و يحتل المكانة التي يستحق. سيحضر "روبير دو نيرو"، و ستحضر "أنييس ڤاردا" و "روبين رايت" و آخرون. هؤلاء يجب أن يقدموا للمشاهد و المتتبع المغربي و الأجنبي، و الأمر يرتب له المنظمون بشكل قبلي من خلال التنسيق مع المكلفين بأعمالهم. في مراكش، كنت دائما أستغرب من جواب أتلقاه في كثير من مرات، و مفاده بأن ضيفا من ضيوف المهرجان يرفض إجراء حوار مطول مع واحد من إعلاميي البلد الذي يستقبله. هو أمر يجب أن يتم تداركه بدءا من هذه النسخة، و حقا لو كان هناك كثير من منطق ما كنت أصلا سأحتاج لشطر أول هذا الركن لأشرح بأن السادة المنظمين هم من يجب أن يقترحوا علينا مرور "روبير دو نيرو" من ال "إف .ب. إم" و ليس العكس. لا أتهافت أو أتسابق مثل كثيرين للإعلان عن أسماء ضيوف مراكش، بل دورنا هو أن نقدم الضيوف الكبار للمغاربة من خلال نقاش سينمائي مهني لن يماري اثنان بأن ال "إف. ب. إم" هو ملعبه الرئيسي حاليا. أتمنى بأن لا يتم مستقبلا تسريب معلومات خاصة بالدورة المقبلة بطريقة غير مهنية، لأن الأمر يسيء للمهرجان و على كل واحد أن يتحمل مسؤوليته، و أعبر.. لو كان هناك قليل من منطق، لتساءل الكل عن الهدف من استمرار تنظيم مهرجانات أخرى لم تسهم في إنشاء قاعات سينمائية بالبلدات التي تحتضنها. الأمثلة كثيرة، و آخرها مهرجان الناظور الذي عبرت منه في دورة العام الماضي، و عاينت أموره عن قرب. جميل أن تحتضن مدن مثل الناظور مهرجانا سينمائيا، و غريب أن تخصص ميزانية تقارب المليون درهم لوضع و تركيب قاعة استثنائية ينتهي عمرها بانتهاء كل دورة. الرقم حصلت عليه من مدير الموعد، و له مني التحية على تواصله، لكن المهرجان الذي لا يستثمر في قاعة سينمائية تشتغل طيلة العام، موته أفضل من حياته، و زواله أهم من بقائه. الضيوف و التكريمات و الجوائز الرمزية، لا تصنع موعدا سينمائيا و سأعود للموضوع لاحقا بكثير من تفصيل. مهرجانات هنا و هناك، يستخلص أصحابها مال الدعم من هنا و من هناك، و في كل مرة يهدد أصحابها بالتوقف عن التنظيم بسبب شح الإمكانات و قصر ذات اليد. تمر الشهور، و تجدهم يلهثون وراء التنظيم مجددا، و نفس الأخطاء تتكرر و نفس الوجوه تتهافت لتحضر حتى و إن كانت ظروف العرض تثير ضحكا مثل البكاء. من اللازم أن يكون هناك تدخل من العقلاء لفرض التغيير. المواصلة بهذه الكيفية، فيها كثير من إساءة للسينما و لعشاق السينما، و أعبر.. لو كان هناك قليل من منطق، لما ابتلينا بنفس الوجوه التي تنط من تطوان إلى أكادير لتعبر من سلا و غيرها من مدن تحتضن مهرجانات عملتها دعوة بعض من أجانب، في مقابل حصول المنظمين على دعوات مماثلة من أجل الاستجمام و الراحة في بقية أشهر السنة. وضع بئيس، صار يحفز على المناداة بوأد كل المواعيد التي تخدم مصلحة أفراد لتبقى السينما الغائب الأكبر على الدوام. عندنا فقط تعثر على أغلبية المنظمين من العجزة، و عندنا فقط تعثر على شبان يشتغلون لفائدة عجزة التنظيم. مواعيد يقتات منها أشخاص معينون، و لذلك وجهت الدعوة لوزير الثقافة و الاتصال محمد الأعرج ليحضر لل "إف. ب. إم" للحديث عن كل هذه التفاصيل. لجان الدعم، بيننا مرارا و بالملموس بأنها تضم كثيرا من أعضاء بينهم و بين الميدان قليل من خير و كثير من شبهات. منذ بدايات هذا الركن، سعيت و لا زلت أسعى فقط إلى قليل من فعالية، أما الطيبوبة لوحدها فلا حاجة لنا بها في هذا الركن، و أعبر متمنيا بأن تكون رسائل اليوم واضحة للجميع. مثل كثيرين منكم، أريد فقط قليلا من منطق..