خلف قطار الموت ببوقنادل،مآسي اجتماعية ، خصوصا لأسر الضحايا ، التي كانت إصابتها قاتلة . من بين الحالات السبعة التي سجلتها التقارير الرسمية،حالة ضابط الشرطة عبد الجليل ،الذي قضى في الحادث،حيث لم تحتمل أرملته ولا أسرته الصغيرة لوعة فراقه الأبدية المفاجئة.. بقلب مكلوم وعين دامعة ،وحرقة ، تحدثت أرملته عن تفانيه في العمل ، وحسن سيرته وسلوكه الإجتماعي مع الجميع والجيران،ما جعله يتلقى شواهد تقدير من إدارته، مبرزة أن المدير العام للأمن الوطني عبداللطيف الحموشي اتصل بها للتعزية والمواساة . وبحرقة ظاهرة ،تحدتث عن اللحظات الأخيرة لوفاته قائلة 'لقد كسر الزجاج، لكنه لم يستطع النفاذ حارج العربة، لتضرر أطرافه السفلى بالحادث، قبل أن تنهار عليه قطعة حديدية وتجهز عليه في مشهد مؤلم وحزين.' حالة أخرى لا تقل إيلاما من حالة فقيد الأمن الوطني الضابط عبدالجليل، تتعلق بشاب (خليل) في مقتبل العمر وريعانه،نادت عليه فرحة الظفر بالوظيفة الأولى ، كممرض بمركز صحي بسيدي سليمان ، لكنها فرحة تحولت لكابوس مفزع. وقف حلمه قبل انطلاقه، بعد أن طرق بابه بشكل مفاجئ الموت الداهم بدون استئذان،مخلفا ورائه أسرة بكاملها في الحزن والشجن ، لكنه قدره الله المحتوم كما قال أخوه الذي شدد على 'التحقيق النزيه في أسباب الفاجعة'. الحالة الثالثة التي تشكل مأساة أخرى ، هي للشابة 'إشراق' التي كانت أمنيتها ، كما قال والدها الذي لم يصدق خبر وفاتها ، كانت أمنتيها استكمال الماستر ومتابعة دراستها في سلك الدكتوراه..قبل أن تستبق المنية حلمها وتأخذ روحها الحالمة،حيث تعرضت الفقيدة لبتر ذراعها ، ما عجل بموتها ..