افتتحت مساء أمس الخميس بزاكورة، فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية، بتكريم وجوه محلية ووطنية من محترفي الفن الشعبي الأصيل، بالإضافة إلى حكواتيين من مصر وإيطاليا، في إطار تكريس ثقافة الاعتراف بمساهماتهم في الحفاظ على هذا التراث الإنساني اللامادي من الاندثار. وينظم هذا المهرجان استجابة لحاجة ملحة لتوثيق التراث غير المادي بمنطقة درعة وإغناء رصيدها الوثائقي، ولإبراز الوجه الفني والثقافي للمنطقة، حيث تتمازج ألوان مختلفة من الفن الأصيل والمحكي الشعبي، إضافة إلى دوره في خلق حركية فنية وثقافية وأجواء فرجوية لفائدة ساكنة إقليم زاكورة. وبهذه المناسبة، قال مدير المهرجان عبد العزيز الراشدي، إن دورة هذه السنة تشكل منعطفا أساسيا في طرح النقاش حول مسألة تثمين الموروث الشعبي عامة، والحكاية والفنون الشعبية بشكل خاص، مضيفا أن ما يميز هذه الدورة هو نقلها للحكاية الشعبية من القاعات إلى الساحات العمومية حيث ستستمتع ساكنة المدينة بعروض فنية شعبية متنوعة. وأبرز الراشدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مدينة زاكورة لطالما كانت محطة للاحتفال بالفن الشعبي مثل فن "الحلقة" و"الزفانة" ومحجا لعشاق هذه الفنون، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الثقافية ستفتح آفاقا جديدة لتطوير وتنمية هذا الإرث الثقافي والإنساني. وعرف حفل الافتتاح، الذي حضره عامل إقليم زاكورة فؤاد حجي وشخصيات ومسؤولون محليون، تكريم حكواتيين وفنانين شعبيين مغاربة وأجانب، هم عبد الإله أمل الملقب ب"لمسيح" والحكواتية والكوميدية الإيطالية فريدا مورو وفرقة مل وي المصرية للفنون الشعبية، ورئيس فرقة الحضرة الشهير بالمنطقة محمد بن إيدير المحمودي، إلى جانب توزيع جوائز تحفيزية على الفائزين بمسابقة "الحكواتي الصغير"، وذلك تشجيعا من إدارة المهرجان لإبداعاتهم وتشبثهم بموروث أجدادهم. وتضمنت فقرات حفل الافتتاح أيضا تقديم عروض فنية وشعبية، من أبرزها عرض "الفرعون" و"رقصة العصاية" و"التنورة"، التي قدمها أعضاء فرقة "مل وي" المصرية للفنون الشعبية، بالإضافة لعرض حكائي مشترك بعنوان "لغة الحكاية" قدمه فنانون من المغرب وفرنسا واسبانيا وإيطاليا، ثم وصلة كوميدية للفنان "لمسيح"، وعرض فني عالمي يعتمد على تقنية الأضواء للفنانة البلجيكية إلي كانديلا. ويتواصل المهرجان، المنظم من قبل مركز القصبة للثقافة والفنون بزاكورة، بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال ومجلس جهة درعة تافيلالت، والمجلس الإقليمي لزاكورة، إلى غاية 15 أكتوبر الجاري، بمشاركة نخبة من أهم الحكواتيين والفرق الفنية من المغرب والخارج، سيقدمون عروضا فردية وجماعية لفن الحكاية، وعروضا مسرحية ووصلات من الفن الشعبي الأصيل، ستستمتع بها ساكنة المدينة وزوارها بكل من دار الثقافة والساحات العمومية بالمدينة والقرى المجاورة.