بوابة الصحراء: عبد الكبير أخشيشن شرع مجلس الأمن أمس الثلاثاء في مناقشة ملف بعثة المينورسو إلى الصحراء، بعد أن أدرجت الولاياتالمتحدةالأمريكية ملف البعثة إلي باقي البعثات لتداولها داخل مجلس الأمن، حيث سبق للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن وضع تقريره حول الموضوع، تضمن انتقادات لاذعة لقيادة البوليساريو في تصرفاتها على الأرض داخل المنطقة العازلة، وكذا ابتزازها للمنظمة بمحاولة فرض استقبال ممثل البعثة خارج تندوف. كولن ستيوارت يطلع مجلس الأمن على وضع البعثة، ويسلط الأضواء الكاشفة على الشق التقني من الملف، عبر تفكيك عناصر محور البعثة الأممية «المينورسو»، حيث سبق لهذا المبعوث أن قدم رسائل لمجلس الأمن تتضمن بعض الشكاوى والإكراهات التي تعانيها البعثة في عملها على منطقة ممتدة. رئيس بعثة المينورسو سبق وتحدث في أبريل الماضي داخل جلسة مغلقة لمجلس الأمن عن الوضع في الصحراء، وأحاط ستيوارت مجلس الأمن، علما أن جبهة «البوليساريو» رفضت لقاءه في تندوف، بالجزائر، كما جرت عليه العادة منذ عشرين سنة، وهي عملية رفضها الأمين العام للمنظمة. تداول أعضاء مجلس الأمن الدولي حول نزاع الصحراء، يتم تحت الرئاسة الشهرية البوليفية، في جلسة مخصصة حصرا ل TTC أي Troop contributing countries – البلدان المساهمة بقوات حفظ السلام-، حيث سيقدم رئيس البعثة الأممية «المينورسو» في الصحراء، تقريرا شاملا يضع من خلاله النقط على الحروف حول الإكراهات والعراقيل التي تواجهها «المينورسو» منذ إنشائها، بناء على تقرير لجنة المراجعة المستقلة للبعثة، وكذا أهميتها في حفظ السلم والأمن بالمنطقة، ومهمتها الرئيسة في ظل التباين الحاصل بوجهات النظر بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. وسيحيط رئيس «المينورسو» كولن ستيوارت أعضاء مجلس الأمن الدولي، بالمتغيرات على أرض الميدان طوال ستة أشهر الماضية، ومنذ التقرير الأممي رقم 2414، بالإضافة إلى مختلف التجاوزات الحاصلة على مستوى المنطقة العازلة، فضلا عن نقط أخرى على غرار رفض إستقباله من لدن جبهة البوليساريو بمخيمات تندوف بدل منطقة بئر لحلو، ونشاط البعثة فيما يخص مكافحة الألغام. وسيركز رئيس «المينورسو» بشكل كبير في إحاطته لمجلس الأمن على دور البعثة في تلافي نشوب أي صدام عسكري بين المغرب والبوليساريو، وعملها القائم على مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، ودور ذلك في تأمين جو ملائم لإنجاح العملية السياسية التفاوضية، التي تقودها الأممالمتحدة عبر الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كولر. وكان مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، قد قال في ندوة له عقب اجتماع للمجس الحكومي، خلال الأزمة الأخيرة في المنطقة العازلة، إن «البوليساريو» تعنتت في استقبال رئيس «المينورسو» في تندوف كما جرت عليه العادة، وحاولت إجباره على تنظيم استقبال في منطقة بئر الحلو، أو تيفاريتي، وهي المناطق، التي تصنف ضمن المنطقة العازلة، وهو ما رفضه المسؤول الأممي. يذكر أن المغرب كان قد هدد باللجوء إلى «كل الخيارات» لمنع «البوليساريو» من تغيير الوضع القانوني، والتاريخي لمناطق من الصحراء المغربية، كان المغرب قد أوكل طوعا إلى الأممالمتحدة مهمة التصرف الحصري فيها، طبقا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقع، بداية تسعينيات القرن الماضي. ويأتي تقرير رئيس «المينورسو» كولن ستيوارت بالتزامن والسباق المحموم بين الولاياتالمتحدةالأمريكية قائد مجموعة «أصدقاء الصحراء الغربية» في مجلس الأمن من جهة، وكذا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وفرنسا وإسبانيا فيما يخص مدة الولاية الانتدابية للبعثة الأممية، حيث تفضل إدارة دونالد ترامب أن تحدد لمدة ستة أشهر، بينما يرغب غوتيريس وفرنسا وإسبانيا في تمديدها لسنة كاملة إلى غاية أكتوبر المقبل من سنة 2019، لفسح مجال أكبر للمبعوث السخصي هورست كولر لتقريب وجهات النظر بين المتدخلين. ويذكر أن المعطيات الأولية المتوفرة حول تقرير أنطونيو غوتيريس تبقى قابلة للتعديل، بعد المرور عبر قناة أعضاء مجلس الأمن الدولي ومجموعة «أصدقاء الغربية»، إذ لايزال تقريره مجردة مسودة في انتظار النسخة النهائية.