أكد بريت كافانو مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المحكمة العليا في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الإثنين أنه "لم يرتكب يوما اعتداء جنسيا"، وذهب إلى حد الكشف عن تفاصيل حميمة "للدفاع عن شرفه". ووسط تزايد الضغوط لتعليق تعيين كافانو في المحكمة العليا بانتظار أن يقوم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بالتحقيق في ماضيه -- غداة اتهام امرأة ثانية له بارتكاب تجاوزات جنسية -- ألقى ترامب بثقله خلف مرشحه متهما الديموقراطيين بالسعي إلى "تدمير رجل رائع". وتعود الاتهامات إلى الفترة التي كان فيها القاضي المحافظ طالبا في المرحلة الثانوية والجامعة. وباتت إجراءات تعيينه في المنصب الرفيع مدى الحياة مهددة بعد أن كانت تسير حسب الأصول. والآن يترقب كافانو مواجهة حادة في مجلس الشيوخ عندما تدلي الاستاذة الجامعية كريستين بلازي فورد بشهادتها ضده الخميس. وفيما يبدو مستقبله وسمعته مهددين، صعد كافانو دفاعه قائلا "لم أرتكب اعتداء جنسيا لا في المرحلة الثانوية ولا في أي وقت. دائما ما عاملت النساء بكرامة واحترام". وسعى لتصوير نفسه على أنه طالب يركز على دراسته والرياضة. وقال إنه لفترة طويلة من شبابه لم يقم علاقات جنسية، وذلك في استراتيجية دفاعية على ما يبدو. وقال في المقابلة مع فوكس نيوز "لم أقم أي علاقات جنسية ولا أي شيء يشبهها طول سنوات دراستي في المرحلة الثانوية ولسنوات بعدها". وحضرت زوجته آشلي المقابلة التي تأتي قبل شهادته في مجلس الشيوخ المقررة بعد شهادة فورد. وقال كافانو (53 عاما) وقد بدا عليه التأثر "لن نسمح بأن تخرجنا اتهامات كاذبة من هذه العملية" داعيا مرة أخرى ألى "عملية نزيهة". وردت زوجته أن إجراءات تثبيته في المنصب "صعبة إلى درجة غير معقولة، لكن لدينا إيمان"، مؤكدة أنها لم تشك يوما في زوجها "الرجل الصالح واللبق". وفيما بعد أكد ترامب دعمه لمرشحه وكتب على تويتر إن "الديموقراطيين يسعون جاهدين إلى تدمير رجل رائع، رجل لديه امكانية أن يكون أحد أعظم قضاتنا في المحكمة العليا على الإطلاق، بعدد من الاتهامات الكاذبة التي لم نر مثلها من قبل". بعد أسبوع شهد تطورات دراماتيكية وافقت فورد الاحد على الإدلاء بشهادتها علنا أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ التي تدرس تعيين كافانو. وتقول فورد إن الشاب كافانو وصديقا له عزلاها في غرفة وحاولا نزع ملابسها خلال سهرة في إحدى ضواحي واشنطن حوالى عام 1982 وكان عمرها 15 وكافانو 17 عاما. وبعد ساعات على إعلان فورد موافقتها على المثول أمام لجنة مجلس الشيوخ، فجرت مجلة نيويوركر قنبلة جديدة في تقرير ذكر أن امرأة ثانية تتهم القاضي في محكمة الاستئناف في واشنطن بارتكاب تجاوزات جنسية عندما كانا طالبين في جامعة ييل بين عامي 1983-1984. وتقول ديبورا راميريز (53 عاما) إن كافانو قام بكشف عضوه التناسلي أمامها م جبر ا إي اها على ملامسته بينما كانت هي تدفعه بعيد ا عنها، وهو ما نفاه كافانو. ويبدو أن الاتهامات ستعرقل تعيينا يعتبره الجمهوريون حاسما لسيطرة المحافظين على المحكمة العليا لسنوات. ويمكن أن تلعب تلك الاتهامات دورا حاسما في انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر حيث تبدو سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ مهددة. وتم إخراج عشرات المحتجين من الكابيتول بعد أن تظاهروا بشكل غير قانوني ضد تعيين كافانو. وأصدر متحدث باسم حركة "تايمز اب" (انتهى الوقت) فيما بعد بيانا دعا فيه كافانو للانسحاب قائلا "إن تثبيت تعيينه سيهدد مصداقية المحكمة لاجيال قادمة". قبل أسبوعين فقط كان تعيين كافانو يبدو أكيدا مع استعداد جميع الجمهوريين الذين يحظون بغالبية ضئيلة في مجلس الشيوخ لدعمه. لكن الاتهامات جعلت بعض الاعضاء الجمهوريين في المجلس -- وخصوصا امرأتان نددتا في الماضي بالتجاوزات الجنسية بحق نساء -- يشعرون بالضغط للاستماع لروايتي السيدتين اللتين تتهمانه. وتثير حركة #مي تو (أنا أيضا) التي تهز الولاياتالمتحدة منذ عام تقريبا، حرص السياسيين على عدم إغضاب الناخبات. غير أن موقف ترامب الذي ينم عن تحد يمكن أن يحرك ايضا قاعدته الجمهورية للذهاب لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر وهم يشعرون بالاستياء إزاء ما يعتبره الجميع مسعى معيب لإفشال مرشح يتمتع بالكفاءة. ويقول كافانو إن أي شخص لم يقدم بعد شهادة توثق أقوال المرأتين اللتين تتهمانه. وأقرت كل منهما بثغرات في الذاكرة مما يمكن أن يضعف أقوالهما. ويعتبر الديموقراطيون ذلك سببا إضافيا لتعليق عملية التعيين ليجري مكتب الاف.بي.آي، الذي يحقق في خلفيات مرشحين لمناصب عليا، تحقيقه في ذلك. وقال السناتور تشاك شومر العضو الديموقراطي الكبير في مجلس الشيوخ "هناك طريقة واحدة لمعرفة حقيقة الاتهامات ضد القاضي كافانو ومنع الأمة من الوقوع في مزيد من الفوضى: تحقيق مستقل يجريه الاف بي آي".