أفادت وسائل إعلام أمريكية الخميس بأن السيدة التي تتهم مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمحكمة العليا بالاعتداء عليها جنسيا، باتت مستعدة للإدلاء بشهادتها أمام مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل لكنها تريد فرض شروطها. وتقول الباحثة الجامعية كريستين بلاسي فورد (51 عاما) إن القاضي بريت كافانو (53 عاما) اعتدى عليها جنسيا خلال سهرة في ضاحية واشنطن قبل 36 عاما، وهو ما ينفيه الأخير قطعا. وقد استدعت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، المكلفة درس ترشيح كافانو، طرفي القضية الإثنين المقبل. وبعد أيام من الصمت، قالت ديبرا كاتز، محامية بلاسي فورد، إن موكلتها لن تتمكن من الحضور الإثنين لكنها مستعدة للإدلاء بشهادتها في وقت لاحق من الأسبوع شرط أن تكون الجلسة “عادلة” وأن يتم توفير الأمن لها، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني حصلت عليها “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”. وفي هذه الرسالة، تقول المحامية إن بلاسي فورد ومنذ كشفها عن هويتها واتهامها للقاضي “تلق ت تهديدات بالقتل (…) وقد اضطرت مع عائلتها إلى ترك منزلهم”. وأضافت “هي ترغب في الإدلاء بشهادتها شرط أن نتمكن من الاتفاق على الشروط التي تكون عادلة وتوف ر لها الأمان”. يريد محامو فورد ان يتم التعاطي مع هذه القضية من خلال تحقيقات صارمة وليس عبر ما يصفه الديموقراطيون بجلسة متسرعة في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون بهدف تأكيد تعيين كافانو في أسرع وقت. وجاء في رسالة المحامية إنها “لا تزال تفضل بقوة أن تتيح لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ إجراء تحقيق كامل قبل أن تدلي (فورد) بشهادتها”. وطالب المحامون وعدد كبير من الديموقراطيين مرارا بأن يقوم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بفتح تحقيق. غير أن ترامب رفض تدخل الاف.بي.آي فيما حزبه الجمهوري يتهم الديموقراطيين باستخدام فورد كمسعى أخير لإفساد عبور كافانو إلى المحكمة العليا حيث سيؤدي تعيينه إلى جعل أعلى هيئة قضائية في البلاد، أكثر ميلا لليمين لسنوات عدة على الأرجح. ويفضل ترامب إقفال هذا الملف وتثبيت القاضي كافانو عضوا في المحكمة العليا قبل موعد الانتخابات التشريعية في السادس من نوفمبر المقبل. كما لم يجد ضروريا في تصريح له يوم الثلاثاء فتح تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي. ويمكن أن تؤثر اتهامات بلاسي على موافقة الكونغرس على تعيين كافانو ما سيشكل ضربة للرئيس ترامب قبل حوالى سبعة أسابيع من انتخابات منتصف الولاية. وخلال حملة لانتخابات منتصف الولاية مساء الخميس في لاس فيغاس قال ترامب أمام حشود إنه يدعم كافانو بالكامل. وأشاد به بأنه “قاض استثنائي يحظى باحترام الجميع” لكن دون أن ينتقد فورد. وقال ترامب إنه يعتقد أن كافانو سيتخطى الجدل وسيتم تأكيد تعيينه مدى الحياة. وأضاف “اعتقد أن كل شيء سيكون على ما يرام. إنه من الشخصيات المرموقة”. والاتفاق على موعد جديد للمثول أمام اللجنة سيهيء الأجواء لمواجهة ستؤثر على مستقبل المحكمة العليا وسير انتخابات الكونغرس في نوفمبر. وتدخل على خط الاتهام لكافانو حركة مي تو (أنا أيضا) القوية التي تفضح التحرش والاعتداء الجنسي وكذلك أصداء جلسات عام 1991 لتثبيت المحافظ كلارنس توماس في المحكمة العليا عندما اتهمته مساعدته انيتا هيل بالتحرش الجنسي بها بشكل متكرر. آنذاك، نددت لجنة من الجمهوريين تضم رجالا فقط، بشخصية هيل مما أثار موجة سخط وطنية. وهذه المرة أيضا جميع الجمهوريين في اللجنة رجال وسيكون عليهم التعاطي بحذر مع ملف يمكن أن ينتهي الى جدل يقوم على روايتين متباينتين للطرفين. وأظهر استطلاع جديد لصحيفة وول ستريت جورنال وشبكة ان.بي.سي نيوز أن تعيين كافانو يواجه معارضة متزايدة بلغت 38 بالمئة مقارنة ب29 بالمئة في نفس الاستطلاع الشهر الماضي. وبحسب تقارير نشرت الخميس فإن الجمهوريين يدرسون تكليف محامية من الخارج تقوم بالاستجواب الذي سيبث على التلفزيون. تفصل المحكمة العليا تفصل في قضايا المجتمع الكبرى في الولاياتالمتحدة، مثل حق الإجهاض وحيازة الأسلحة النارية الفردية وزواج