عندما نعرف من هو الثنائي الذي كان وراء عقد لقاء لوالد الزفزافي في الجمعية العمومية الفرنسية مساء الجمعة الماضي، تتضح لنا الصورة جيدا حول الظروف والملابسات الحقيقية التي دفعت ب‘‘بطلي اللقاء‘‘ لتحمل كل هذا العناء. الأمر يتعلق، باثنين من أبرز وجوه دعم الانفصال في حزب ‘‘لا فرانس انسوميز‘‘ : ماتيلد بانو ومراد تاغزوت. الثنائي المعروف بتبنيه للكثير من الأطروحات الانفصالية، أو الأشكال الاحتجاجية المدافعة عن الانفصال في عدد من دول العالم، وافريقيا تحديدا، لا يتوقف عن هذا الحد، بل يستخدم الكثير من المعطيات الصحيحة والمغلوطة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولأغراض انتخابية أيضا. وبالإضافة إلى رغبة قائمة في الانتشار الإعلامي السهل، يسعى المعنيان بالأمر إلى الضغط على الجهات المنظمة لجائزة ساخاروف التي يمنحها الاتحاد الأوروبي، من أجل أن يحظى بها ناصر الزفزافي، المعتقل في المغرب من أجل أفعال خطيرة تمس أمن الدولة المغربية. ماتيلد بانو، 29 سنة، المرشحة لمنصب رئيسة الجمعية العمومية الفرنسية، أطلقت قبل أشهر مبادرة ‘‘قوافل المساواة في الحقوق‘‘ التي تستهدف الأحياء الشعبية، في محاولة لاستقطاب أصوات انتخابية لحزبها الذي يعتبر من الأحزاب الأقل تمثيلية في قبة البرلمان الفرنسي. وليس هذا الانخراط سوى مرحلة متقدمة من دعم الشكل الانفصالي في الأحياء وأبرز وجوهه ك‘‘مانجان‘‘. الشخص الذي يحرك ماتيلد بانو هو مراد تاغزوت، ذي الأصول الجزائرية، والمعروف بعدائه المعلن للمملكة المغربية، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول التدخل الجزائري في القضية. مراد تاغزوت مستشار جماعي بإيفري في الضاحية الفرنسية، والتي أصبحت تشهد، ومنذ توليه لهذا المنصب، عقد لقاءات دورية تدعو للطرح الانفصالي، و يستدعى لها الكثير من المتدخلين من الجزائر تحديدا. محرك النائبة بانو، معروف أيضا بدعمه الكبير لمحركي الاحتجاجات في الريف ( الاحتجاجات الخارجة عن سياق المطالب الاجتماعية العادية والداعية إلى الانفصال عن المغرب أو تأسيس كيانات أخرى فيه )، وهو ما أكده المدعو أريسكي مترف، الكاتب في ‘‘ليكس‘‘، مشيرا إلى أن موموح بكير ومراد تاغزوت، أقنعاه بضرورة المشاركة في لقاء حول الريف تم تنظيمه في مقر جمعية العمال المغاربيين في فرنسا.