أشاد الدكتور لاسينا زيربو، رئيس منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO)، ومقرها فيينا , بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على السلام والاستقرار العالمي، ودعمها للجهود الساعية لوقف التسلح النووي، وذكر في مقابلة حصرية مع " آيريس ميديا " أجريت في أستانا عاصمة كازاخستان " إن البرنامج النووي السلمي الذي شيدته الحكومة الإماراتية منذ نهاية عام 2009 يخدم أغراض التنمية الاقتصادية ويوفر للامارات مصادر مستدامة للطاقة النظيفة . وأضاف قائلًا "تمتلك كافة الدول الموقعة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، الحق في إقامة المشاريع النووية في إطار سلمي وقانوني". واكد ان دولة الإمارات العربية المتحدة جهدًا في دعم برامج ومشاريع منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية، بقوله " يشارك السيد حمد علي الكعبي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفعالية في ورش عمل المنظمة، وقد دعاني مؤخرًا لزيارة أبوظبي". وواصل حديثه قائلًا: " ونحن الآن في صدد محادثات مع المملكة العربية السعودية حول إمكانية توقيعها لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، فقد قمنا بتشييد مركز لنا هناك قبل سنوات عدة، وقد حان الوقت لإعادة إحيائه وبدأ الإفادة منه في دعم جهود المجتمع الدولي". وقال الدكتور زيربو حول رأيه في المفاوضات الجارية مع إيران بشأن وقف برامج التسلح النووي الخاصة بها: " كوني رئيس منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، أؤكد أن إيران قد وقعت هذه المعاهدة وهي جزء منها، وأجري شخصيًا مفاوضات مع الحكومة الإيرانية لمناقشة سبل المصادقة عليها ". وأضاف " كرئيس للجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أتمنى أن تبدي إيران بادرة تعزيز للثقة في المجتمع الدولي، من خلال دعمها للجهود الساعية لإدخال هذه المعاهدة حيز التطبيق". وأشاد باستضافة كازاخستان المؤتمر العالمي لمكافحة التجارب النووية نهاية الأسبوع الماضي ,تحت شعار "تذكُّر الماضي، والتطلع إلى المستقبل" بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية . وذكر زيربو أنه في 29 من أغسطس عام 1949، أقدم الاتحاد السوفيتي على تفجير أول أسلحته النووية في موقع سيميبالاتينسك للتجارب النووية، وخلال الأعوام الأربعين التالية، وصل عدد تجارب التفجيرات النووية تلك إلى 456 تجربة، خلفت وراءها نتائج كارثية على البيئة الحيوية وعلى الجنس البشري. وقد كانت هذه التجربة كفيلة بجعل كازاخستان تدرك ضرورة حظر التجارب النووية في كافة أنحاء العالم. وقال: "في 29 أغسطس 1991، اتخذ رئيس جمهورية كازاخستان قرارًا بإغلاق موقع سيميبالاتينسك للتجارب النووية مدى الحياة، وتخلت كازاخستان طوعًا عن رابع أكبر ترسانة نووية في العالم لتكن بذلك قدوة يحتذى بها بين دول العالم. واليوم، وبفضل دولة كازاخستان أيضًا، أصبح التاسع والعشرين من أغسطس يومًا دوليًا لمناهضة التجارب النووية". وتابع حديثه قائلًا: " يشكل المؤتمر الذي عقدناه في استانا يومي 28 و29 أغسطس 2018 فرصة استثنائية فريدة من نوعها، فكما أوضح الرئيس نزارباييف، لا يمكن احتواء الأثر الذي تخلفه الأسلحة والتجارب النووية في مكان أو زمان، فهي قضية عالمية يتطلب حلها التعاون والتكاتف بين كافة الدول ومختلف الأجيال. وهنا ولأول مرة تجتمع مجموعة الشباب ومجموعة الشخصيات البارزة لدى منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO) في مؤتمر واحد لمناقشة سبل توحيد صفوفهم للعمل على إدخال هذه المعاهدة حيز التطبيق، للحصول على عالم أكثر أمنًا وسلامًا". ومضى قائلًا: "لقد ناقشنا في مؤتمر استانا أبرز قضايا العصر، كالأمور المتعلقة بلجنة عام 2019 التحضيرية لمؤتمر معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية 2020. والوضع القائم في شبه الجزيرة الكورية، فقد عدت الأسبوع الماضي من هناك، وأنا على قناعة أقوى بضرورة استفادة المجتمع الدولي بالكامل من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ونظام التحقق الخاص بها فيما يتعلق بعملية تخليص شبه الجزيرة من الأسلحة النووية. وأوضح الدكتور زيربو "أثناء حديثنا عن هذه القضايا، علينا ألا تغفل عن أهمية الثقة على المستويين الإقليمي والدولي. فبناء الثقة يتطلب وقتًا، وإعادة بنائها يتطلب وقتًا أطول بكثير. ولكن ما إن وُجدت يصبح بالإمكان تحقيق أمور عظيمة. وتعد معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عنصر بناء للثقة، إذ أنها تضمن عدم حدوث أي تجارب نووية، وتعد عاملًا مشتركًا ما بين الدول المالكة وغير المالكة للأسلحة النووية، وتشكل قاعدة متينة لمواصلة الحوار وتوسيع سبل التعاون". وتناول زيربو القضايا التي تم التركيز عليها خلال المؤتمر حيث قال: " لقد ناقشنا بعض القضايا الجديدة، ومنها دور معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فعلى سبيل المثال؛ تقف المعاهدة على مفترق الطرق ما بين التنمية ونزع السلاح، مساعدةً المجتمع الدولي على تحقيق كلا الهدفين". واختتم حديثه بالقول: " في ظل حالة انعدام الثقة السائدة في الساحة السياسية العالمية، قد يبدو أنه من الصعب الاتفاق على الكثير من الأمور، ولكن لا زال بإمكاننا الاتفاق على أن العالم ليس بحاجة إلى المزيد من الأسلحة والتجارب النووية