أعلنت بريطانيا في الخامس عشر من غشت 1947 استقلال الهند عن التاج البريطاني و استسلامها أمام حركة المقاومة غير المسلحة والعصيان المدني التي قادها المؤتمر الوطني الهندي بزعامة المهاتما غاندي. و كان غاندي قد أسس ما عرف في عالم السياسية ب"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللا-عنف (الساتياغراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللا-عنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر. وتتخذ سياسة اللا-عنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت. واللا-عنف لا تعنى السلبيه والضعف كما يتخيل البعض بل هي كل القوة إذا آمن بها من يستخدمها. من غير وحدانية. وقد قال غاندي تعليقا على هذا المذهب في السياسة :" إن اللا-عنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية..إنها اقوى من اقوى سلاح دمار صنعته براعة الإنسان". و بعد شد و جذب مع المحتل البريطاني، أطلق غاندي في عام 1940 حملة عصيان احتجاجا على إعلان بريطانياالهند كواحدة من الدول المحاربة لجيوش المحور دون أن تنال استقلالها. و حيث أن بريطانيا كانت مشغولة بالحرب العالمية الثانية ويهمها استتباب أوضاع الهند حتى تكون لها عونا في المجهود الحربي، أرسلت فيعام 1942 بعثة عرفت باسم "بعثة كريبس" ولكنها فشلت في مسعاها. وعلى أثر ذلك قبل غاندي في عام 1943 ولأول مرة فكرة دخول الهند فيحرب شاملة ضد دول المحور على أمل نيل استقلالها بعد ذلك، وخاطب الإنجليز بجملته الشهيرة "اتركوا الهند وأنتم أسياد". لكن هذا الخطاب لم يعجب السلطات البريطانية فشنت حملة اعتقالات ومارست ألوانا من القمع العنيف كان غاندي نفسه من ضحاياه حيث ظل معتقلا خلف قضبان السجن ولم يفرج عنه إلا في عام 1944، ليواصل بعدها المهاتما رحلته الشاقة نحو استقلال الهند عن التاج البريطاني الذي سيتحقق بعدها بثلاث سنوات يوم 15 غشت 1947 بفارق يوم واحد عن تاريخ استقلال باكستان.
من مواليد هذا اليوم: 1769 _ نابليون بونابرت: إمبراطور فرنسا. 1936 _ الطاهر وطار: كاتب جزائري.
من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم : 1975 _ مجيب الرحمن: رئيس بنغلاديش. 2009 _ عبد اللطيف موسى: زعيم جماعة جند أنصار الله الفلسطينية