استنفرت المنطقة الإقليمية للشرطة بصفرو كافة عناصرها من أجل حملة غير مسبوقة شاركت فيها القوات المساعدة و رجال الدرك الملكي و أعوان السلطة ، و ذلك على إثر سيل من الاعتداءات سادت المدينة على امتداد أكثر من شهر ، حيث سجلت الضابطة القضائية ما مجموعه 126 شكاية كلها تتعلق بهجمات مدبرة و محبوكة من طرف عناصر إجرامية تعترض سبيل المارة و تسلبهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض و الكريموجين . هذا و تعرضت محلات تجارية و منازل غير مأهولة في حي »بنصفار« خصوصا للتخريب و النهب و التدمير في واضحة النهار في الفترة الممتدة من 01 يوليوز الجاري إلى العاشر منه ، فضلا عن تكسير زجاج 5 سيارات و سرقة محتوياتها في نفس الحي و نهب ثلاثة منازل و إضرام النار في أحدها و تحديدا في حي »بودرهم« الذي لا تشمله دوريات الشرطة لوقوعه خارج المجال الحضري للمدينة . و تعرضت 3 مركبات سياحية خفيفة للنهب و السرقة في مدخل مدينة صفرو غير بعيد عن الحاجز الأمني من طرف عصابة مدججة بالسيوف ، تم خلالها الاعتداء على سائح أجنبي عانى من نزيف حاد على إثر تلقيه ضربة بخنجر على مستوى خده الأمن بعد أن سلبه المعتدون حاسوبه الخاص و كاميرا رقمية و حقيبة تحوي مبلغ 652 أورو و أوراق و بطائق شخصية . النهب طال أيضا مجموعة من الدور الأثرية داخل المدينة القديمة و تحديدا في حي »الأمل« و حي »عرصة الدار« و »ناس أعدلون« و »بويعقوبات« ، حيث استغل المعتدون غياب أصحابها لتنفيذ عمليات الاقتحام عبر السطوح ليسلبوا من أحد المنازل مبلغا مهما من المال فاق 180 ألف درهم . هذا و تعرض سائقو 6 طاكسيات صغيرة لنهب مماثل في منطقة »حجر الهواري« و »طريق فاس« ، استعمل فيها المعتدون غاز الكريموجين لنهب ما مجموعه 11 ألف درهم و سلب مجوهرات ذهبية لسيدة في عقدها الخامس أصيبت حيناً بنوبة قلبية استدعت نقلها إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس لتلقي العلاج . الاعتداءات المسلحة بصفرو دفعت شبكة المجتمع المدني للمدينة العتيقة و المكونة من 9 جمعيات إلى إصدار بيان استنكاري تتوفر »الأحداث المغربية« على نسخة منه يدعو المنطقة الإقليمية للشرطة بصفرو إلى توفير الموارد البشرية و اللوجستية اللازمة للحد من هذا الانفلات و لحماية ضحايا العنف ، الأمر الذي استدعى اجتماعا عاجلا يوم الثلاثاء 10 يوليوز الجاري عقدته المنطقة الإقليمية للشرطة بدعم و شراكة مع قيادة القوات المساعدة بالإقليم و عدد من أعوان السلطة لرسم خطة أمنية تضع حدا لهذه الاعتداءات ، حيث تقرر إحداث دوريات مختلطة لتمشيط المدينة على مدار الساعة في كافة البؤر السوداء و خصوصا منطقة »عين قاضي« القروية التي تأوي عددا من المبحوث عنهم . العملية التي شاركت فيها القوات المساعدة و أعوان السلطة أسفرت في غضون 72 ساعة عن اعتقال 45 من المشتبه فيهم الذين قدمت ضدهم مجموعة من الشكايات و لا زال البحث جاريا عن 7 عناصر ذات سوابق إجرامية صنفت من طرف المصالح الأمنية على أنها خطيرة و تشكل تهديدا مباشرا على الساكنة لكونها تستعمل عبوات الكريموجين المهربة من سبتة تحديدا لتنويم الضحايا قبل الاعتداء عليهم . مصادر أمنية متطابقة أكدت ل"أحداث.أنفو" أن عملية التمشيط ستستمر طيلة فصل الصيف إلى أن يتم القبض على جميع المشتبه فيهم و تقديمهم للعدالة.