قاوم المرض، كما هي عادته حين ظل يقاوم دائما من أجل مصلحة بلده، ولم يتردد في إعلان تمرده هذه المرة ضد نصيحة طبيبه، بعدما أصر على السفر من الرباط لحضور حفل تكريمه بمسقط رأسه طنجة. ولعل حب عبد الرحمان اليوسفي، لمدينته، التي وصفها بأمه، حال دون استسلامه لظروفه الصحية، وهو يلبي دعوة المركز الثقافي أحمد بوكماخ، وهيئة المحامين بطنجة ومؤسسة بيت الصحافة، للاحتفاء بمذكراته، بعدما حل بمدينة البحرين، مساء أمس الجمعة، رفقة البروفيسور المشرف على علاجه، للقاء أهله وأصدقائه ورفاق دربه. وقال قائد مرحلة التناوب، في كلمته خلال افتتاح هذا الحفل، أن الوصفة، التي ميزت المغرب عن غيره، تتجلى في قدرته على "قبول الآخر واحترام الاختلاف"، ونضاله من أجل ترسيخ دولة المؤسسات العدل والقانون. وأضاف اليوسفي، في حفل تكريمه، الذي حمل عنوان "رجل بحجم وطن"، تحت شعار "المغرب أولا"، أن هذه القيم ظلت تجسدها طنجة دوما عبر تاريخ المغرب باعتبارها مشتلا للتعاون والتعايش بين مختلف الأجناس البشرية. وكان هذا اللقاء، بالنسبة لعبد الرحمان اليوسفي، فرصة لاستعادة ذكرياته بمدينة طنجة، التي اعتبر "أفضالها عليه لا حدود لها"، وفي "دروبها صنع قدر حياته"، وهو ما جعله يخصص صفحات تتحدث عنها في مذكراته.