08 مارس, 2018 - 08:27:00 شهد مسرح محمد الخامس بالرباط مساء يوم الخميس، احتفالية تقديم الأجزاء الثلاثة المشكلة لمذكرات الزعيم الاتحادي ورئيس حكومة التناوب التوافقي عبد الرحمان اليوسفي تحت عنوان " أحايث فيما جرى" من إعداد وتحرير امبارك بودرقة. اليوسفي كان مرفوقا بزوجته والعديد من أصدقاءه على الصعيد المغربي والعربي يتقدمهم الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي، والزعيم الاشتراكي الاسباني فليبي كونزاليس، والمناضل المصري محمد فائق. وعبر اليوسفي في الكلمة التي ألقاها في الحفل الذي نشطه وزيره في الاقتصاد بحكومة التناوب فتح الله ولعلو، عن اعتزازه العميق بمشاعر الوفاء والاخلاص التي أحيط بها في لقاء تقديم مذكراته، مشيرا أنها فرصة لتجديد العهد والتذكير بالقيم الوطنية التي كانت نواة صلبة في جميع المحطات النضالية التي عرفها المغرب منذ تأسيس الحركة الوطنية في الثلاثينيات من القرن الماضي إلى الان. وأكد اليوسفي أن هذه القيم لاتزال تشكل السماد الخصب لبناء مغرب الغد، مغرب الحريات والديمقراطية والمؤسسات. وأشار اليوسفي أن الأجزاء الثلاثة من مذكراته هي جزء من التجربة السياسية التي شاء قدره ان يكون فاعلا فيها سواء في رحلة الاستعمار أو في مرحلة الاستقلال، من خلال موقعه في المعارضة ومشاركته في الحكومة. مؤكدا أن مذكراته ستشكل مادة لتفسيرات وتأويلات إعلامية متعددة. وأعرب "شيخ الاشتراكيين" بالمغرب عن اعتزازه العميق بحضور شخصيات كبيرة في حفل تقديم مذكراته من قيمة صديقه الاشتراكي الاسباني فليبي كونزاليس، والدبلوماسي الجزائري المخضرم الاخضر الابراهيمي، والمناضل الحقوقي المصري محمد فائق. كما عبر اليوسفي في كلمته عن شكره العميق لمبارك بودرقة على المجهود الذي بذله حتى ترى مذكراته النور، شاكرا في نفس الوقت منظمي الحفل على اختيارهم يوم 8 مارس الذي يصادف عيد ميلاده والاحتفاء العالمي بالمرأة كيوم للاحتفال ايضا بإصدار مذكراته. وأكد اليوسفي أنه يقدر جيدا مقدار تعلق الأجيال الجديدة بتاريخ المغرب، موضحا أنه موقن جيدا بأن قوة الأمم تكمن في تصالحها مع ماضيها، لأنه دون قراءة ماضيها لن يتسنى لها بناء المستقبل، وأنه على يقين كبير أن هذه الاجيال لن تنجح في بناء مستقبلها دون استيعابها لقيم ماضيها وخاصة النضالية منها. من جهته قال امبارك بودرقة المناضل الاتحادي الذي دون مذكرات اليوسفي، أن عبد الرحمان اليوسفي كان يرفض منذ سنوات كتابة مذكراته بالرغم من إلحاح أصدقائه ومقربيه، لكن هذا لم يمنعه من أن يتحدث عما جرى للعديد من أصدقائه وعلى رأسهم هو (بودرقة) لهذا جاءت هذه المذكرات بعنوان "أحاديث فيما جرى". وأضاف بودرقة أنه إلى جانب الاحاديث التي رواها له اليوسفي جمع العديد من المقالات والخطب التي كتبها هذا الأخير منذ 1992 تاريخ قيادته "للاتحاد الاشتراكي" بعد وفاة عبد الرحيم بوعبيد. وأشار بودرقة أنه عندما انتهى من تحرير وجمع مقالات اليوسفي وخطبه وأعطاها لليوسفي قال له "أستغرب أني كتبت كل هذا ومع ذلك هناك من يطالبني بالكتابة". من جانبه هنأ الاخضر الابراهيمي عبد الرحمن اليوسفي لإصداره مذكراته، مشيرا أنها تحتوي على وثائق هامة لأنها تشمل حقبات تاريخية مهمة في تاريخ المغرب المعاصر، كما أنها تشمل جزءا من نضالات الشعوب المغاربية من أجل نيل استقلالها. وعبر الابراهيمي عن محبته الكبيرة لعبد الرحمن اليوسفي وما قدمه للمغرب والمنطقة المغاربية، مذكرا بمناقبه العديدة ومنها إخلاصه ووفاؤه الكبير لوطنه وأصدقائه ورفاق دربه في النضال. وأكد الابراهيمي أن جيله وجيل عبد الرحمان اليوسفي لم يحقق كل ما ناضل من أجله، لكن الأكيد أن هذا الجيل سيستمر في نفس المسار. أما الزعيم الاشتراكي الاسباني فليبي كونزاليس فأكد أن حضوره في حفل إصدار مذكران عبد الرحمان اليوسفي يشكل حدثا خاصا بالنسبة له لأنه يدفعه ويحفزه هو كذلك لكتابة مذكراته. وأضاف كونزاليس أن تقديم مذكرات اليوسفي في الثامن من مارس الذي يتصادف مع اليوم العالمي للمرأة هو حدث كبير أيضا لأنه يؤكد أن النضال اليوم هو ليس فقط من أجل المساواة والقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة ، بل هو من أجل خلق دينامية مجتمعية كبيرة وهذا لن يتم دون نساء لأن القرن الحالي هو قرن النساء على حد وصفه. وشدد كونزاليس على أن حياة اليوسفي كانت عظيمة ومتسمة بالتزامه النبيل وبدون مقابل بالقيم التي آمن ودافع عنها وأهمها نضاله من أجل الاستقلال ومن أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. بدوره أشاد المناضل والحقوقي المصري محمد فائق بخصال اليوسفي واصفا إياه "بأنبل فرسان التحرير في العالم العربي وبإفريقيا". ولهذا "جاء محبوه من اماكن عديدة ليشاركوه حفل إصدار مذكراته". وأضاف فائق، الذي شغل منصب وزير الاعلام في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، أن "هذه اللحظة طال انتظارها، لان اليوسفي كان مترددا في إصدار مذكراته نظرا لتواضعه الشديد، ولانه لا يحب الحديث عن نفسه، فكم من مرة حاولنا تكريمه في مصر لكنه كان يرفض". وأشار فائق أن من عرفه على اليوسفي كان الزعيم الاتحادي الكبير المهدي بن بركة وذلك سنة 1958 أي منذ 70 سنة، مشيرا أنه "لا يمكن سرد تاريخ المغرب الحديث دون ذكر اسم عبد الرحمن اليوسفي الفقيه القانوني الكبير، المحامي اللامع والسياسي المحنك". جدير بالذكر أن حفل إصدار مذكرات اليوسفي حضرته شخصيات عديدة منها المستشاران الملكيان، عبد اللطيف المنوني وأندري أزولاي، إلى جانب ادريس جطو رئيس "المجلس الاعلى الحسابات" وأحمد الحليمي مندوب "التخطيط "ومصطفى الكثيري مندوب "مندوبية قداء المقاومين وجيش التحرير". كما حضرته العديد من الوجوه الاتحادية من ضمنها عبد الواحد الراضي، محمد اليازغي، جمال أغماني، محمد الاشعري، في حين كان ادريس لشكر أبرز الغائبين. وكان نبيل بنعبد الله، امين عام حزب "التقدم والاشتراكية"، هو رئيس الحزب الوحيد الذي حضر الحفل، إلى جانب القيادي السابق في نفس الحزب اسماعيل العلوي، والمناضل اليساري محمد بن سعيد ايت دير. كما حضرت شخصيات حكومية الحفل منها مصطفى الرميد وزير حقوق الانسان، ومحمد الاعرج وزير الثقافة، وانس الدكالي وزير الصحة، في حين وصل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني متأخرا عن الحفل، وعن "الأصالة والمعاصرة" حضر محمد الشيخ بيد الله ومحمد المعزوز.