أصدر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، تصريحا في أعقاب صدور الأحكام في حق معتقلي ملف أحداث الحسيمة. وقال حكيم بن شماش : « ان حزب الأصالة والمعاصرة المؤمن باستقلالية السلطة القضائية وبضرورة تعزيز أدوارها في حماية الحقوق والحريات والنهوض بها يعبر عن أسفه الشديد تجاه الأحكام التي صدرت بحق المعتقلين، على خلفية احتجاجات الريف ويعتبرها قاسية جدا وغير متماشية مع ما راكمته بلادنا في المجال الحقوقي، وكمواطن خبر السجون وذاق عذاباتها أسأل الله أن يلهم عائلات المحكوم عليهم الصغيرة والكبيرة الصبر الجميل. ان حزب الأصالة والمعاصرة الذي يعتز بانتسابه للإرث الرمزي لمرجعية الانصاف والمصالحة كان ولا يزال يؤمن بان بلادنا ليست في حاجة الى تكبيل طاقاتها فيما لا يسهم بالمضي قدما على درب الإصلاح الشامل، وأن متطلبات ارتياد الآفاق الواعدة التي فتحتها هذه المرجعية وكرستها الوثيقة الدستورية الجديدة تقتضي تعبئة المجهود الوطني من أجل استكمال ورش الانصاف والمصالحة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والمجالية. الحزب يثير الانتباه للمسؤولية المتقاسمة في تسميم المناخ الذي أوصلنا الى اصدار احكام بهذه القساوة، بدءا بالانحرافات والتجاوزات التي ألحقت أضرارا بالممتلكات وببعض أفراد قوات الأمن التي لم تقم سوى بواجبها الوطني، وهي انحرافات وتجاوزات كادت أن تخرج احتجاجات الريف عن اطار الدفاع عن مطالب اقتصادية واجتماعية مشروعة والزج بها في متاهات تصفية حسابات سياسوية. والى التلكؤ الفاضح للحكومة في معالجتها بالجدية المطلوبة وبروح المسؤولية الوطنية العالية ولجوء بعض مكوناتها الى تأزيم الموقف أكثر بإطلاق أوصاف واحكام قدحية مجانية ، وانتهاءا بتقاعس هيئات الوساطة، وفي مقدمتها الأحزاب السياسية، عن الاضطلاع بمسؤولياتها وواجباتها في التأطير والتواصل مع الساكنة . وبناء عليه، فان الحزب يؤكد على الحاجة الملحة لاستخلاص الدروس من الحراك الاجتماعي ويدعو جميع الفاعلين الى ضرورة الانخراط بقوة في النهوض بأوراش الإصلاح والتنمية المستدامة وبلورة السياسات العمومية اللازمة لذلك، بكل ما يقتضيه من يقظة ومسؤولية ومسائلة، مع الاحتكام للقانون ومتطلبات تقعيد المشروع المجتمعي الديمقراطي. وضمن هذا الأفق، فان الحزب المؤمن بقدرة الذكاء الجماعي الوطني على تغليب صوت الحكمة واذكاء قيم التجاوز والصفح والعفو يعكف على دراسة كل الإمكانيات المتاحة لطي هذه الصفحة والتفرغ لاستكمال مسيرة بناء وطن يتسع لجميع أبنائه».