كتبت جريدة "لوموند" العريقة عن التطورات المثيرة التي تعرفها قضية توفيق بوعشرين في المغرب، وقالت الجريدة إن الأسابيع تتوالى حاملة كل مرة معلومة تهز الرأي العام المغربي بين مقاطع فيديو مقززة تبث داخل قاعة المحكمة وبين مشاحنات دائمة بين المحامين وبين نساء محمولات بقوة القانون للإدلاء بشهاداتهن حول المنسوب لبوعشرين وأكدت الجريدة أنه رغم مرور ثلاثة أشهر على بدء المحاكمة إلا أن التوتر المحيط بها لم يخفت إطلاقا بل يزداد يوما بعد يوم لوموند ذكرت باعتقال بوعشرين يوم 23 فبراير في مقر الجريدة التي يديرها بتهم الاتجار بالبشر واستغلال النفوذ لأغراض جنسية والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب، وهي التهم التي اعتبرتها اليومية الفرنسية وتثير التساؤل خصوصا بالنسبة لصحافي مثل بوعشرين. ونقلت الجريدة عن الحامي محمد زيان تشكيكه في القضية ككل واعتبارها "مؤامرة" حسب زعمه ضد صحافي ينتقد كل مراكز القرار، وعادت للتذكير بكل تفاصيل القضية منذ اعتقال بوعشرين في شهر فبراير كيفية تعامل المشهد الصحافي المغربي مع هذا الاعتقال موردة شهادة لصحافي فرانكوفوني قال لها إن بوعشرين إن لكن منتميا لحزب العدالة والتنمية الأصولي فهو مقرب منه وافتتاحياته تعبر عن مواقف هذا الحزب لذلك يبدو اعتقاله أمرا جيدا لخصوم الحزب الذين لم يكونوا ينظرون بعين الرضا لمقالات بوعشرين. الجريدة تحدثت عن التعاطف مع بوعشرين الذي ابتدأ قويا والذي تلاشى مع توالي الأيام لإحساس من تعاطفوا مع بوعشرين بنوع من الحرج بسبب التهم اللاأخلاقية التي يتابع بها والتي يستحيل على إنسان سوي أن يتعاطف مع المتهم بها، خصوصا مع حديث الصحافة عن وجود خمسين شريط فيديو يظهر فيها المدير إياه في ممارسات جنسية داخل مكتبه وعلي كنبته بهذا المكتب (أنظر الصورة) مع الضحايا اللائي كان يصورهن دون علمهن واحدة من هاته الضحايا هي وداد ملحاف التي امتلكت جرأة الحديث بوجه مكشوف عما تعرضت له منذ كانت متعاونة مع جريدة بوعشرين وإلى أن جاء يوم السادس والعشرين من يناير سنة 2015 حين كانت على موعد معه بمكتبه لمناقشة عرض جريدته للاشتغال ضمنها. "أقفل الباب - تقول وداد ملحاف - وشرع في تلمس أعضاء جسدي، ثم جلس على الكنبة وأرغمني على تقبيله، قاومته بشدة قبل أن تنهار قواي، وعندما لاحظ أنني أصبحت في حالة سيئة اعتذر لي وقدم لي قارورة مياه وتحجج بانفلات أعصابه". المحامي زيان يقول إن المشاهد التي عرضتها المحكمة والتي تظهر بوعشرين وهو يحاول مضاجعة وداد قبل أن يقوم بتقبيل رأسها ومد قارورة مياه لها هي مشاهد لمحاولة المدير إياها مواساة وداد في وجه مشاكل كانت تعيشها مع زملائها وهو الأمر الذي ترد عليه هذه الأخيرة بالنفي التام والكامل مؤكدة أنها واصلت العمل في أخبار اليوم بسبب حاجتها للمال لا أقل ولا أكثر الجريدة وبعد أن استعرضت آراء بعض مناصري بوعشرين وفي مقدمتهم عبد العالي حامي الدين الذي وصفته بأنه صديق شخصي ومقرب له منذ 1991 (السنة التي قتل فيها الطالب بنعيسى آيت الجيد على يد عصابة من الإسلاميين يشتبه أن حامي الدين كان ضمنهم) أشارت إلى التطور المثير الأخير للقضية وهو انسحاب دفاع المتهم بعد الانزلاقات الكبيرة التي عرفها ملف الدفاع عن موكله خصوصا من طرف زيان، مؤكدة في الختام أن السؤال الأهم الذي لم يطرح في هاته القضية هو سؤال التحرش الجنسي الموجود بكثرة في هيئات التحرير المغربية لكن الذي لازال من الطابوهات المحرم الاقتراب منها إلى حد الآن