لم يستطع مؤسسو اللجان المزمنون تأسيس لجنة تعلن صراحة مساندتها لتوفيق بوعشرين في جرائمه المفترضة - التي لازال ينظر فيها القضاء - ولم يستطيعوا مثلما يعملون كل مرة أن يخرجوا بشكل واضح لنصرة أخ من إخوانهم ظالما أم مظلوما، لذلك لجؤوا إلى تسمية عجيبة للتغطية على هاته المساندة المعيبة والمخجلة (على الأقل إلى أن يقول القضاء كلمته) للجنة التي تم الإعلان عن تأسيسها هي تسمية « لجنة العدالة والحقيقة في ملف الصحافي توفيق بوعشرين" اللجة التي أسماها متتبعون محايدون لجنة البحث عن طمس الحقيقة وتبييض جرائم بوعشرين ستعقد ندوة السبت المقبل في الرباط استدعت لها كل مناصري بوعشرين واستثنت منها - هي التي تدعي الدفاع عن الحقيقة والبحث عنها « بالريق الناشف » - الضحايا المفترضات ودفاع الضحايا المنطق السليم يقول إن من يبحث عن الحقيقة يبحث عنها لدى الجهتين: لدى جهة المتهم المفترض ولدى جهة الضحايا المفترضات، لا أن يقرر تبرئة متهم لازالت قضيته تعرض أمام القضاء فق لأنه يناصر مواقف ذلك المتهم إن صحافيا أو فكريا أو إنسانيا لجنة طمس الحقيقة وتبييض جرائم بوعشرين لم تكلف نفسها عناء الاتصال بالمشتكيات، ولم تر أي ضرورة للاستماع إليهن، فهن في نهاية المطاف بالنسبة لها « مجرد فتيات ونساء فقيرات وجدن أنفسهن يقمن بدور قذر » مثلما قال من تبحث له اللجنة عن حقيقة تلائمه، وهن لسن مشهورات ولا إسم يلعلع لهن في الآفاق لذلك لابأس من ظلمهن ظلما جديدا بعد الظلم الأول الذي لحقهن ولو أن واحدا من أعضاء لجنة طمس الحقيقة هاته تعرضت قريبة له (إبنة، أو أخت أو عمة أو خالة أو مايشبه ذلك ) لكانت لو مواقف أخرى مخالفة تماما، لكن وبما أن الأمر يتعلق بمغمورات لم يسمع بهن أحد إلا بعد انفجار القضية باستثناء إسم أو إثنين فلابأس بالحكاية كلها ولابأس بكل شيء أكثر من هذا يقول متتبع لتشكيل لجنة طمس الحقيقة هاته وتبييض جرائم بوعشرين ملاحظة لفتت الانتباه لدى الجميع هي ألا أحد قرر أن ينصت للضحايا رغم أنهن مستخدمات في القطاع الإعلامي وبعضهن صحافيات، ولا أحد قرر أن يفتح لهن صفحات جرائده أو موقعه أو وسيلته الإعلامية باستثناء عنوان أو إثنين. الكل اتفق مرة أخرى على نصرة المنتسب للجماعة بحجج مختلفة ودواعي متعددة تبدأ من محاربة « المخزن » الوهمي وتنتهي عند تصفية الحسابات العالقة مع عديد الأشياء المتتبع ذاته قال إن الأولى باللجنة أن تطلق على نفسها إسم "لجنة مساندة بوعشرين مهما فعل حيت الدنيا هانية وحنا كنعرفوه" وأن تخرج من الباب الشاسع الذي يتيحه الوضوح لأصحابه، لكن مشكلة أغلب المنتسبين للجنة أن الوضوح يعوزهم، وأن القضية شكلت مفترق طرق حقيقي للتأكد من صدق شعاراتهم التي يرفعونها، وما إذا كانوا ينتصرون للمرأة المستضعفة حقا أم أنهم ينصرون الصحافي القوي فقط ويدوسون على كرامة ضحاياه المفترضات متتبع آخر ابتسم وهو يتابع أطوار النزال الغريب الدائر في المحكمة، واستغرب أكثر لمقوف الشاهدات اللائي حضرن بالقوة، واللائي يذهبن إلى تفاصيل لا أحد يهتم بها من قبيل « غوتو عليا صحة، ودخلو عليا للدار وقطعو عليا الما والضو وسخفت ليهم وطحت وهزوني للكلينيك ونعست وفقت ولقيت زيان كيتسناني فباب المحكمة وهو هاز يديه وكيقول هي هي هي »، عوض أن يجبن على سؤال صغير للغاية كبير في المعنى والمبنى هو سؤال « واش نتي اللي فالفيديو؟ وواش درتي داكشي بالخاطر ولا اغتصبك؟ وسدات مدام » الزمن كشاف ومرة أخرى هانحن أمام انبلاج ظلمة، وانقشاع غمة وسقوط أقنعة كانت تصدح في الجرائد والمواقع منددة بالتحرش الأجنبي ويوم وقعت الواقعة في البلد اصطفت إلى جانب المتحرش ضد المتحرش بهن ترى لو تعلق الأمر بصحافي محسوب على الدولة أو « مخزني » أو موالي أو أسموه ماشئتم من الأسماء وسقط في فخ سوء أعماله في قضية مماثلة، هل كانت لجنة طمس الحقيقة لتتأسس لمساندته، أم تراهم كانوا سيشحذون الألسنة والأسلحة من أجل مزيد من « تغبار الشقف » لمن يعتبرونه في صف أعدائهم وبالتالي يجوز فيه الجهاد؟ مجرد سؤال لمن لازال قادرا على تحمل سماع الأسئلة في زمن الإجابات الجاهزة المصطفة بكل انحياز إلى جانب الظلم الشنيع وللموضوع صلة وألف صلة فهو ذو شجون والحديث فيه وعنه وبه ومعه لاينتهي أبدا.