قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، قيل يا رسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال: أن ترده عن غيه أو ظلمه في قراءة مختلفة. هذا الحديث حرفه دعاة الإسلام السياسي فأصبحت نصرة الأخ ظالما بدعمه في ظلمه ومساندته في غيه. هذا التفسير ينطبق على عبد العالي حامي الدين، نائب رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية والمتهم في مقتل أيت الجيد بنعيسى، الذي أعلن تضامنه المطلق مع توفيق بوعشرين، المتهم بالاتجار في البشر والاغتصاب واستدراج أشخاص لممارسة البغاء، حيث كتب موضحا أنه ينبغي تقسيم المجتمع إلى مساندين لبوعشرين وهم الديمقراطيون ومعارضين له.
ولم يكتف حامي الدين بكتابة تدوينات على الفيسبوك بل كلف نفسه الانتقال إلى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، وشوهد في حركة دؤوبة بين المحامين والصحافيين، كأنها قضيته، بل كان مهتما أكثر من عائلة المتهم، في محاولة لرد الجميل لرفيقه منذ أيام الجامعة حيث جمعتهم "تخوانجيت"، ودافع عنه في صحيفته بشكل كبير.
لكن هناك أمرا غريبا في دفاع حامي الدين عن بوعشرين على خلاف باقي المتضامنين معه. أو كما يقال في المثل الدارج عند المغاربة "الدجاجة تبيض والفروج حامية فيه". مهتم بالملف قال إن حامي الدين قد يُحركه وازعان في هذه القضية، أولا هو أيضا متهم في ملف ثقيل يتعلق بقضية مقتل أيت الجيد بنعيسى، والثاني هو عبارة عن أسئلة قد يكون لها نصيب من الحقيقة: ما هي علاقة حامي الدين بالملف؟ هل هو أيضا متورط مع المتهم الرئيسي في بعض الأمور والقضايا؟ هل ظهر في بعض الأشرطة الجنسية المحجوزة لدى توفيق بوعشرين؟ هل تورط معه في الاتجار بالبشر خصوصا وأن لديه سابقة تزويج أحمد منصور الإعلامي بقناة الجزيرة عرفيا؟
لا يمكن أن يقوم بكل هاته الحركة ويدون كل هاته الكتابات لمجرد أنه صديق لبوعشرين أو أن الملف عبارة عن "مؤامرة" كما يزعم، ولكن هناك دوافع أخرى هي التي تحرك هذا الشخص، ولا نستبعد أن يكون الجواب عن الأسئلة التي طرحناها مدخلا لمعرفة خلفيات السعار الذي أصابه منذ اعتقال بوعشرين.