في جلسة امتدت إلى ما بعد الساعة الثانية من صباح اليوم الخميس، تبددت الأسطورة التي طالما روج لها المتهم توفيق بوعشرين، المتابع بجناية الإتجار في البشر والاغتصاب والتحرش الجنسي، ودفاعه، وذلك بعد أن استمعت هيأة المحكمة التي يرأسها المستشار «بوشعيب فارح» إلى إحدى المصرحات التي اختارت أن تروي للمحكمة تفاصيل العلاقة الجنسية التي جمعتها بمدير النشر الذي كان يستغل مكتبه من أجل ممارسة نزواته الجنسية، التي وصلت إلى الشذوذ في عدد من المشاهد التي وثقتها الكاميرات التي ثبتها المتهم من أجل "تخليد" غزواته الجنسية. «هي نفسها الكنبة، وهو المكتب ذاته، وأنا من تظهر في التسجيل المرئي، والمتهم ذاته الذي يظهر برفقتي...»، خلاصة أعلنتها المصرحة «وصال الطالع» التي مثلت أمام المحكمة خلال جلسة ليلة يوم الأربعاء إلى استمرت إلى الساعات الأولى من يوم الخميس، بعد إحضارها عن طريق القوة العمومية من أجل الإدلاء بإفادتها في قضية الصحافي توفيق بوعشرين. لم تتردد المصرحة التي كان الاستماع إليه في محاضر الضابطة القضائية قد تم بناء على ظهورها في الفيديوهات التي صورها المتهم في مكتبه، في تفاصيل ما جمعها بالمتهم، حيث صرحت أنها سيدة مطلقة تعرفت على المتهم في لقاء عابر، وسرعان ما ترسخت العلاقة بينهما، بعد أن أوهمها المتهم بالزواج، مرددا على مسامعها أن خلافاته مع زوجته جعلته يفكر في الانفصال عنها، والزواج بغيرها. ابتلعت المصرحة وصال الطالع "الطعم"، عندما وقعت في"شراك" مدير نشر كان يحول مكتبه الوظيفي، كلما تجاوزت عقارب الساعة الخامسة والنصف مساء إلى غرفة نوم، يستقبل فيه ضحاياه، تارة ممن يستغل سلطته كرب عمل عليهن، أو من كان يوهمهن ويمنيهن بالزواج تارة أخرى. جاءت تصريحات وصال متطابقة مع ما ورد في المحاضر التي أنجزتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، لم تَدَّع أن المتهم كان يهددها، ولَم تصرح بأن من شاركها لحظات حميمية فوق الكنبة المعلومة كان يضغط عليها، لأنها شاركته طوعا مغامرة جنسية، طمعا في الزواج. ووحدها عملية تصوير ما جمعها بصاحب الكنبة هي التي نفت أن تكون على علم بها، لأن المتهم الذي كان يفرض على بعض ضحاياه القيام بممارسات شاذة من قبيل لحس إبطه وأصابع قدميه التي كانت تغادر للتو الجوارب المتعرقة، كان يصور كل هذه الوقائع التي تجسد شذوذا جنسيا حينا، وسلوكات عدوانية أحيانا أخرى اتجاه من كان يوثق علاقاته الجنسية معهن. وقد اختارت المصرحة الاعتراف بأن كل ما ورد في الفيديو الذي عرضته المحكمة عليها، والذي تصل مدته إلى ثلاثين دقيقة، صحيحا وواقعيا، بعد فن روت تفاصيل المشاهد التي تدور فيه، مفندة ما ظل المتهم ودفاعه يدعيه من أن الفيديوهات مفبركة حينا،أو غير موجودة أحيانا أخرى. وحسب ما أفاد به دفاع الضحايا فإنه بمجرد مثول المصرحة وصال الطالع التي حضرت إلى الجلسة، عاد المحامي محمد زيان إلى عرقلة عملية الاستماع إليها، حيث سعى بمختلف الوسائل إلى عدم إتاحة الفرصة للمحكمة من أجل الإستماع إلى إفادتها، التي أدلت بها أمام الهيأة بكل تلقائية، أشارت خلالها إلى نفس الأماكن التي كان المتهم يمارس فيها عملياته الجنسية على ضحاياه أو شريكاته في علاقاته التي أكدت أنها لم تكن عن طريق الإيلاج، وإنما عبر ممارسات سطحية، وشاذة في غالب الأحيان. والمثير في اعترافات المصرحة وصال الطالع، أنها «ليست مشتكية، وغير مطالبة بالحق المدني، ولكنها اختارت طواعية الاعتراف بما جمعها بالمتهم ».