احتقان كبير تعرفه في الوقت الراهن منطقة عبدة بآسفي، وبالضبط مناطق لبخاتي ولحضر وبوكدرة بسبب المواجهات الدامية التي تقع مرة تلو أخرى بين رعاة صحراويين الذين يرعون آلافا من رؤوس الماشية وعدد من فلاحي المنطقة الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها أمام مشكل اقتحام أراضيهم من قبل رعاة صحراويين الذين أصبحوا يهددون أمن وسلامة هؤلاء الفلاحين . الطرفان دخلا الأسبوع الماضي في مواجهات دامية أدت إلى إصابة عدد من الفلاحين، من بينهم فلاح أصيب إصابات خطيرة جراء تعرضه لاعتداء شنيع من قبل هؤلاء الرعاة الذين كانوا أثناء كل مواجهة يوثقون أشرطة تظهرهم وهم يسيرون على متن سياراتهم الرباعية الدفع بسرعة جنونية، مستعرضين عضلاتهم على ساكنة المنطقة، حامين أسلحة عبارة عن سكاكين وعصي، بحيث استغلت هاته الأشرطة من طرف مرتزقة "البوليزاريو "التي نشروها على صفحاتهم . الأشرطة هاته تبين أيضا عددا من عناصر القوات المساعدة والدرك الملكي في حالة فرار، خوفا من بطش هؤلاء الرعاة الذين يأتون أثناء هجوماتهم على الأخضر واليابس، بعدما أصبحت هاته المواجهات معهودة كل سنة، والتي تخلف وراءها إصابات بليغة وصلت السنة الماضية حد إقدام مالك أرض بمنطقة ثلاثاء بوكدرة على إشهار سلاحه الناري في وجه الرعاة وإطلاق منه رصاصات في السماء ، إذ وصلت الأمور بينه وبينهم حد القضاء ، ووصلت حد اعتقال المعني بالأمر بعدما نفذ هؤلاء الرعاة وقفة احتجاجية داخل محمة الاستئناف بآسفي. وحسب تصريحات بعض الفلاحين المتضررين من هؤلاء الرعاة ل" أحداث أنفو"، فإنهم وجدوا أنفسهم محرومين من جمع محصولهم الزراعي، ومحرومين أيضا من استغلال أراضيهم، ووجدوا بعض أراضيهم تحت تصرف هؤلاء الرعاة ،مؤكدين على أن المواجهات وصلت حد الاعتداء على رجل مسن كان يرعى غنمه هناك بعدما تعرض لاعتداء من قبل هؤلاء. هذا وعلمت الجريدة أن لقاء عقد يوم الاثنين الماضي بمقر دائرة عبدة ترأسه رئيس الدائرة جمع ممثلين عن الرعاة الصحراويين وممثلين عن الساكنة لفض النزاع بينهما ، لكن بالرغم من الوصول إلى اتفاق أولي فإن بوادر المواجهات بينهما تظهر من حين لآخر ، وهو ما يتطلب تدخلا أمنيا مستعجلا في المنطقة لتأمين سلامة وأمن ساكنة هاته الدواوير التي أصبحت تعيش رفقة أبنائها على أعصابها.