لاتزال تداعيات فضيحة ضبط 900 طن من القمح الصلب الفاسد، متواصلة، بعد العثور عليه داخل وحدة تحويلية لانتاج الدقيق ومشتقاته بمكناس، كان معدا للسحق ومشكوك في جودته وغير صالح للاستهلاك، و هي الواقعة التي تفجرت قبل حلول شهر رمضان الفضيل بيوم واحد. فبعد حلول لجنة مختلطة تضم السلطات المحلية والاقليمية والأمن والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أكدت بعد المعاينة أنه يفتقد للشروط الصحية والجودة، وكذا لتواجده بمستودع سري وغير مصرح به لدى المصالح المعنية. كما اعتبرت ظروف تخزينه وجودته خطرا على المستهلك، مما شكل فضيحة بكل المقاييس، نظرا لخطورتها على صحة وسلامة المواطنين. لكن وفي إطار تتبع القضية من طرف " أحداث.أنفو" توصلت بمعلومات دقيقة ومن مصادر جد مطلعة وخاصة، أن كمية القمح التي تم إتلافها هي 5840 كيلوغراما فقط من أصل 900 طن، وتكلفت شركة خاصة بعملية الاتلاف بمطرح النفايات ضواحي مكناس، والمقدرة بحوالي 894 طنا. ليبقى السؤال مطروحا حول أسباب ومصير باقي الكمية المضبوطة و الغير الصالحة للسحق والبيع والاستهلاك من طرف المواطنين والتي تقدر بمئات الملايين، اللهم ما أفادت به بعض المصادر المسؤولة، كونها تنتظر نتائج اختبارات المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، " ONSA" المنجزة على العينات المأخوذة لتحديد طبيعة الخطر. و علاقة بالموضوع، استغرب الكثير من المتتبعين للقضية، الاكتفاء باتلاف قرابة 6 أطنان فقط، والاحتفاظ بباقي الكمية الضخمة التي تناهز 894 طن، كما استغربت الكيفية التي تمت من خلالها عملية الاتلاف بمطرح النفايات والذي تكلف بها مركز التثمين والطمر " CEV". وهو تدبير مفوض تقوم به شركة لصالح جماعة مكناس، حيث يقدم هذا المركز خدماته للشركات التي تحتاج للتخلص من أي نفايات، إذ يقوم بعملية الإتلاف ويسلم مقابل ذلك شهادة. وبالنسبة للقمح الفاسد موضوع الفضيحة ، فقد تكلف هذا المركز بطمر 6 أطنان منه باستعمال جرافة ضخمة التي تمر على الأكياس حتى تتمزق كلها ثم يتم مزج الحبوب مع الأتربة، هذا دون التوصل بنتائج المختبر لتحديد نوعية وطبيعة البكتيريا، لتقدير الاخطار والتأثيرات التي ممكن أن يتسبب فيه القمح الفاسد الذي تم مزجه بالتربة على الانسان والحيوان والمياه والنبات من خلال السلسلة الغذائية. لاسيما أن الكثير من الطيور ستتغذى على هذه الحبوب "كما تظهر الصورة"، وكذا الماشية التي ترعى بمطرح النفايات حيث تمت عملية الاتلاف، ومن جانب اخر هناك احتمال عودة تلك البكتريا الى مدينة مكناس عبر عدة عوامل أبرزها الرياح، بالاضافة إلى الغازات الضارة التي ستنتجها هذه الحبوب الفاسدة بعد تحولها إلى مواد عضوية داخل التربة.