أُعلن في ماليزيا تكيف القصري الملكي للزعيم مهاتير محمد بتشكيل حكومة جديدة بعد فوز تحالف معارض قادة بالانتخابات العامة. وقاد مهاتير (92 عاماً)، الذي كان رئيساً للوزراء بين عامي 1981 و2003 ائتلاف المعارضة، باكاتان هارابان، في أول فوز انتخابي له منذ الاستقلال الماليزي في 1957، حيث فاز بأغلبية برلمانية صريحة. وسوف يؤدي اليمين أمام الملك اليوم الخميس. حسب تقرير صحيفة The Guardian، فقد سادت أجواء من البهجة في جميع أرجاء ماليزيا بعد الإعلان عن نتيجة الانتخابات، التي اعتبرها الكثيرون مستحيلة الحدوث. وقال ديفيد ثايغا (57 عاماً) الذي انضم إلى آخرين في الشارع للاحتفال: "نحن سعداء للغاية، في مثل هذا اليوم نشعر بالفخر ببلدنا ماليزيا". وأضاف "لقد انتظرنا هذا منذ 60 عاماً، هذه معجزة بالنسبة لنا، ورغم أنني لم أكن من داعمي مهاتير، أعتقد أنه كان الوحيد الذي يمكنه تحقيق هذا النصر". وشهدت البلاد نهضة اقتصادية كبيرة إبان فترة حكم مهاتير التي بدأت عام 1981 وانتهت في أكتوبر 2003 باستقالته طواعية. ومهاتير محمد رابع رئيس وزراء لماليزيا، حيث تميَّزت فترة حكمه بالنمو الاقتصادي وازدهار البنية التحتية في ماليزيا، مما حوَّلها من دولةٍ فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة وجعله بطلاً في نظر شعوب الدول النامية. ويُعَدُّ مهاتير محمد أحد أنجح رؤساء الوزراء في التاريخ الماليزي، وقد بَدَى على مهاتير أمارات القيادة والنجاح منذ صغره. وكان طبيبًا ناجحًا قبل أن يُصْبِح سياسيًا عقب انضمامه لحزب منظمة الملايو الوطنية المتحدة، ثُمَّ ترقَّى في المناصب السياسية من عضوٍ بالبرلمان وحتى وصوله لرئاسة الوزراء. خلال فترة حُكمه الممتدة طوال 22 عامًا، كافح من أجل حقوق شعب الملايو والدول النامية، واتبع السياسات التي ساعدت على ازدهار الاقتصاد، وأتاح فرص التعليم لجميع أبناء الشعب الماليزي. كما رَحَّب بالاستثمارات الأجنبية، وأصْلَح نظام الضرائب، وخَفَّض التعريفات التجارية، وخصخص عدة مؤسسات تابعة للدولة، حيث حصلت ماليزيا خلال فترة حكمه الطويلة على الاستقرار السياسي اللازم للنمو الاقتصادي، وانتقلت من دولةٍ فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة. كما أن الإنجازات العديدة التي حققها مهاتير، جعلت منه أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ الماليزي.