لأول مرة منذ تسع سنوات بدأ اللبنانيون اليوم الأحد التصويت في أول انتخابات عامة لن تقلب على الأرجح ميزان القوى في البلاد لكن ينظر إليها على أنها مهمة للاستقرار الاقتصادي. ونجح لبنان إلى حد كبير في التغلب على العاصفة الإقليمية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ سبع سنوات في سوريا المجاورة والتي اجتذبت قوى إقليمية وأطلقت موجة من اللاجئين لكنه مر بأزمات داخلية منذ أن أجرى آخر انتخابات. وأظهرت المحطات التلفزيونية الناخبين يصطفون عند مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء الدولة الصغيرة الواقعة على البحر المتوسط في الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهم وفق قواعد تصويت جديدة لا تزال تحافظ على نظام تقاسم السلطة الطائفي في البلاد. وبدأت عملية التصويت في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش) وتستمر حتى الساعة السابعة مساء (1600 بتوقيت جرينتش). ومن المتوقع بدء إعلان النتائج غير الرسمية أثناء الليل بينما يتم إعلان النتائج الرسمية خلال أيام. ويجرم قانون الانتخابات نشر توقعات بشأن آداء الأحزاب. ويقول محللون إن حكومة ائتلافية جديدة ستتشكل على الأرجح تشمل معظم الأحزاب الرئيسية مثل الحكومة التي تحكم منذ 2016 أيا كانت نتيجة الانتخابات. ويتابع المحللون عن كثب آداء تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء السني سعد الحريري وحزب الله الشيعي المدعوم من إيران وحلفائه. ومن حين لآخر كانت البلاد ساحة للتنافس الإقليمي المحتدم بين إيران والسعودية. لكن الرياض تراجعت في هذه الانتخابات عن دعمها السابق للحريري وهو الدعم الذي ساعد تيار المستقبل في 2009. وتشكيل حكومة جديدة سريعا من شأنه طمأنة المستثمرين على الاستقرار الاقتصادي في لبنان بعد أن تعهد المانحون بتقديم 11 مليار دولار في صورة قروض ميسرة لبرنامج استثمار رأسمالي الشهر الماضي مقابل إجراء إصلاحات مالية وغيرها من الإصلاحات. ومن المقرر أن يأتي أول اجتماع متابعة خلال أسابيع. ولدى لبنان أحد أعلى معدلات نسب دين إلى الناتج المحلي الإجمالي وحذر صندوق النقد الدولي من أن وضعه المالي غير مستدام. وعلى الرغم من بعض أعمال العنف والترهيب المرتبطة بالانتخابات في الأسابيع الأخيرة، لم ترد أنباء عن أي حوادث كبيرة في الفترة التي سبقت التصويت مباشرة.