هي حكاية أبسط من البساطة بكثير. شريط فيديو في اليوتوب لشباب من تيلوين في الراشيدية "يعيشون الحياة" مثلما يقول المغاربة عن الناس الذين يوجدون في حالة انتشاء قصوى. جرت الأغنية الشعبية البسيطة روادها من مستمعين حاضرين ينصتون لمغنيها يونس بولماني ورفيقه يونس الجرفي إلى رقصها وترديدها بكل حماس. صور استوديو هاوي في المنطقة الحفلة وتركها لديه منذ مدة غير قصيرة ذات يوم تقاسمها مع رواد اليوتوب. التقطها الأول والثاني والثالث، فجأة أصبحت ملتقطة من طرف الآلاف، فجأة تقاسمها الملايين، وبسرعة وجد المغرب كله نفسه يردد نفس اللحن بنفس الإيقاع البلدي القادم من أعماق الصحراء "حتى لقيت اللي تبغيني عاد جاية تسولي فيا، منين كنت أنا وحدي فين كنتي نتيا" البوز الذي يؤدي من أجله الفنانون الأجانب وكبريات الشركات أموالا طائلة لم يؤد من أجله بولماني أي فلس. الأغنية ذاعت لوحدها ورواد الفيسبوك والتويتر المغربيين تكلفوا بترويجها إلى أن صأبحت حديث الخاص والعام، وأصبحت التنويعات عليها تكتسح كل الميادين من الرياضة إلى السياسة فالثقافة فتبادل المزاح بين المرتادين للمواقع الاجتماعية حتى الإذاعات المغربية الخاصة لم تسلم من حمى هذا البوز هي التي تستدعي فقط نجومها المكرسين بين محور البيضاءالرباطمراكشطنجة والنتيجة كانت أن بولماني حل في كبريات الإذاعات صبيحة الثلاثاء والكل يسأله "كيف صنعت هذا؟" وجواب الشاب الأسمر القادم من عمق تيلوين "لاأدري جات هاكاك وصافي"