استمتع جمهور الفجيرة الدولي للفنون مساء أمس الإثنين بعرض مونودرامي تونسي يحمل إسم "سمها ما شئت" لبطلتها الممثلة أماني بلعج والمخرج وليد الداغسني. العرض المونودرامي لامس الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية والخيبات النفسية التي استطاعت الممثلة طرحها تارة بالكلمات وتارة أخرى بالإيحاءات، وفي أوقات كثيرة من خلال التعابير الجسدية التي كانت متمكنة منها. استطاعت الممثلة أماني بلعج الاستحواذ على إعجاب الجمهور الغفير الذي حضر العرض بالحركات الإيمائية وتمرّدات الجسد التي أتقنتها إلى درجة جعلت المتابع يتأكد أن النص أصبح من ملحقات العمل، أو كان في بعض المشاهد شروحات للصور التي تنهمر من جسد أماني ومن حركات وجهها في عرض تمكن من الوقوف بشجاعة أمام جمهور خبر المونودراما. أدت أماني دور امرأة محبطة من الخيانات والانتكاسات التي تعرضت لها إثر هجران الحبيب بلا سابق إنذار، في مرحلة يعيش المجتمع فيها اضطرابات وصراعات إشكالية تودي به في أتون حرب وعدم استقرار تصل الأمور فيها إلى إغلاق مدرسة الرقص بذريعة أن هذا النوع من الفن عبارة عن كفر، وهنا تحضر أسئلة فكرية فلسفية من نوع ثقيلة مثل العلاقة مع الآخر وسيطرة المتطرفين على عقول المجتمع والمؤسسات، إضافة إلى ضعف المرأة وعدم تمكنها من الدفاع عن نفسها أو تحقيق ذاتها كما تريد. أداء الممثلة التونسية كان قويا جدا وغطى على عمل المخرج الذي بدا أقل منها، حيث لم يوفق في مواكبة مواهب بطلته التي تميزت في أداء العرض على جميع المستويات. في نهاية العرض تسلمت أماني رفقة مخرج العرض المسرحي درع الدورة الثانية لمهرجان الفجيرة للفنون وسط تصفيق الجمهور الحاضر الذي كان راضيا عن العرض المونودرامي.