تمكنت الفنانة نادية صابر رفقة فرقة "بصمات"من نيل رضى الجماهير التي تابعت العرض ما قبل الأول ل"مونودراما" غاردينيا" في المجمع الثقافي سيدي بليوط، وهو أول عمل مونودرامي تشخّصه الفنانة صابر بعد اكتسابها تجربة مهمة ومشاركتها في عدة مسرحيات في جولات طافت بها عددا كبيرا من مسارح المملكة، وشاركت بها خارج أرض الوطن، كان أبرزها مسرحيات"سعدان" و"لالة عويشة" و"التماسيح ". نجاح فرقة"بصمات" والفنانة المسرحية صابر، كان مثيرا ومشوّقا خاصة أن عرض"المونودراما" كان باللغة العربية، بحوار أبدع فيه المؤلف كمال الإدريسي الذي تمكن من التوفيق بين تناقضات الشخصية البطلة وصراعها المرير بين الذات والرغبة من جهة وبين أبيها والمجتمع من جهة أخرى، كما استطاعت الفنانة نادية صابر بتقمص دور"غاردينيا" المعطاءة التي تقاوم الطفيليات وتحتاج لبئة سليمة لتبقي على خضرتها ونقائها. الجماهير التي حضرت للمجمع الثقافي سيدي بليوط لمتابعة عرض "غاردينيا" المنظم احتفالا باليوم العالمي للمسرح،ظلت مشدودة ومنتبهة لما ستسفر عنه مشاهد ال"المونودراما"، حيث رغبة البطلة وانتظارها لأول فارس أحلام يأتيها لتمنحها قبلاتها وأحضانها ليخلصها من حالة التناقض التي تعيشها بعد طرد أبيها لها في مشهد أول للمسرحية امتزج برقصات "الفلامينغو" وأصوات اللطم على كفيها في حالة حزن وتيه ولّد لدهيها البؤس والرغبة في الهروب لأقرب حضن دافئ يقيها من قساوة الجسد وتأنيب الآخر. ومعاناة"غاردينيا" لم تقف عند ذلك الحد، حيث تجاوزته لتؤكد من جديد الانقسام بين محاولتها إيجاد الحب الذي تبحث عنه وحفاظها على منعرجات جسدها وصراخها التي كانت تشدّد من خلاله أنها غير متاحة للجميع، كل ذلك التناقض وحبكة الانتقال بين المشاهد رغم صعوبة أدائها، خلقت لدى الجمهور الدهشة والتشويق في الوقت ذاته. فرقة" بصمات" من خلال المؤلف كمال الإدريسي والمخرج هشام موقات والممثلة نادية صابر والمدير الفني يوسف هنون، إلى جانب أيمن القراقي وعبد الرزاق الكياطي، ضربوا موعدا للجماهير للعرض الأول الذي سيحدد تاريخه لاحقا.