شهد دوار اولاد بن كدار التابع لنفوذ الجماعة الترابية الرتبة بتاونات، يوم السبت الاخير 17 فبراير، حدثا مأساويا، تمثلت في وفاة مسن، بعد ان أغمي عليه وسقط أرضا. ففي عز الاحتجاج الذي قامت به ساكنة الدوار، عقب حضور حارس الغابة مع المقاول الذي فاز بصفقة إعادة تشجير اراضي بالمنطقة، وبرفقتهما عناصر من الدرك الملكي، سقط أحد المحتجين مغما عليه. وقالت مصادر من السلطة المحلية، أنه خلال عملية التجمهر "انتابت أحد المسنين المتجمهرين، والذي يعرف بمعاناته من مرض السكري وارتفاع الضغط الدموي، حالة إغماء، مما تطلب استدعاء سيارة للإسعاف لنقله للمستشفى. وأضافت المصادر، أنه وبوصول سيارة الإسعاف تمت محاصرتها من طرف بعض الأفراد الذين حالوا دون نقل الشخص المغمى عليه إلى المستشفى، مطالبين باستقدام طبيب إلى عين المكان، وهو ما تمت الاستجابة إليه حرصا من السلطات العمومية على تقديم المساعدة لشخص في خطر"، مضيفا "غير أنه وعلى الرغم من ذلك أصر الأفراد المشار إليهم على الممانعة وإعاقة عملية نقل الشخص المغمى عليه إلى المستشفى مما أدى إلى وفاته بعين المكان". وأفاد شهود عيان، أن الحكاية المأساوية بدأت حين الشروع في عملية التشجير، والذي واجهت ساكنة دوار أولاد بن كدار وبعض ساكنة من الدواوير المجاورة، خصوصا من دوار عزابة القريب، ومنهم الضحية الذي وافته المنية بعد سقوطه أرضا مغمى عليه . وأضافت المصادر نفسها أن هذا الوضع دفع الساكنة "يرفضون تسليم الجثة لأي جهة كانت رغم حضور سيارة الإسعاف التي منعها المحتجون من نقل جثته حتى حضور مسؤول رفيع من الجهات المسؤولة. وهو ما تم حيث حضر مسؤول في الدرك الملكي برتبة قبطان ورئيس دائرة غفساي بمعية طبيبة من مستشفى الحسن الثاني بغفساي "التي أكدت لهم الوفاة "، بعد مفاوضات مع الساكنة تم السماح لسيارة الإسعاف بنقل جثة الضحية إلى المستشفى الغساني بفاس لإخضاعها للتشريح الطبي من أجل معرفة الاسباب الحقيقية لوفاة الهالك . وأوضحت ذات المصادر أن الساكنة ترفض عملية إعادة التشجير التي باشرتها مصالح المياه والغابات بالمناطق المجاورة لدواوير أولاد بن كدار وويسلان والزغاريين ولمراج وعزابة والمضلة، متحججين بتوفرهم على وثائق تثبت "ملكيتهم لهذه الاراضي" التي تعرض غطاؤها النباتي للاجتثاث والاستغلال الجائر ، وانهم يستغلونها أبا عن جد منذ فترة الحماية. يبقى التأكيد على ان مصالح المياه والغابات شرعت منذ مدة، في تسييج المساحات المراد إعادة غرسها بمشاتل غابوية مختلفة الأنواع والأشكال، في مشروع يهدف إلى إعادة التوازن لغابة ودكة في القطاع الشمالي لتاونات ، التي تعرضت لاستنزاف كبير حيث انقرضت مساحات كبيرة من التشكيلات النباتية في هذه المنطقة بفعل عوامل متعددة خاصة الاستغلال المفرط والجائر الذي تعرضت له في عدة أماكن . وفي انتظار الكشف عن الأسباب الحقيقية التي كانت وراء وفاة الهالك من طرف الجهات المختصة فإن هذا الحادث جعل العديد من المتتبعين يطالبون بفتح تحقيق حول المجازر التي تتعرض لها الغابة في هذه المناطق وتحديد المسؤوليات في هذا الوضع المتدهور الذي بات الغطاء الغابوي عرضة له في المنطقة.