قضت الغرفة الجنائية الثانية بمحكمة الاستئناف بطنجة، فجر يوم الجمعة 9 فبراير الجاري، بتأييد حكم المؤبد الصادر عن الغرفة الأولى في حق زعيم عصابة السطو المسلح (مخلص لعبوش)، المتهم الرئيسي في ارتكاب حوادث إطلاق النار التي شهدتها المدينة قبل حوالي أربع سنوات. كما قررت نفس الهيئة تخفيض العقوبات السجنية الصادرة عن الغرفة الجنائية الأولى بتاريخ 6 دجنبر 2016، في حق باقي المتهمين في هذه القضية، حيث تم تحويل الحكم المؤبد إلى 30 سنة سجنا بالنسبة للمتهم الثاني (عبد الحق زهري)، وتقليص عقوبة المتهم الثالث (فهد لعبوش شقيق المتهم الرئيسي) من 10 إلى 6 سنوات سجنا نافذا، وكذا استفادة المتهمين الرابع (أنوار لمزوق) والخامس (عبد المجيد القاضي) من تخفيض عقوبتهما السجنية من خمسة إلى ثلاث سنوات، ومن أربعة إلى سنتين بالنسبة للمتهم السادس (يونس زعنان). وقد تمت متابعة المتهمين من أجل مجموعة من التهم تتعلق ب "تكوين عصابة إجرامية والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد الذي أعقبته جناية السرقة الموصوفة باستعمال سلاح ناري، وحيازة واستعمال أسلحة نارية من شأنها تهديد أمن وسلامة الأشخاص والأموال، والاختطاف والاحتجاز بهدف الفدية وعدم التبليغ عن وقوع جناية، وإزالة أشياء متعلقة بارتكاب جريمة بهدف عرقلة سير العدالة، وحيازة المخدرات ونقلها مع القيام عمدا بتزوير صفائح تسجيل مركبة، وذلك حسب المنسوب لكل متهم. وكان الغموض قد استمر لأزيد من سنتين، حين توالت حوادث إطلاق النار بطنجة، دون أن يتم التوصل إلى هوية أفراد العصابة، التي روعت المدينة بعملياتها الإجرامية، بعدما صار صوت الرصاص يلعلع في كل مرة بمناطق متفرقة، قبل أن تتمكن شرطة طنجة من إنهاء هذا الكابوس، لتحقق بذلك أكبر إنجاز لها خلال سنة 2015. يذكر أن أول حادث لإطلاق النار، تورط فيه أفراد هذه العصابة، كان يوم 31 ماي 2013، حين قتل شاب رميا بالرصاص بشارع مولاي رشيد من أجل الاستيلاء على سيارته، دون أن تتوصل التحقيقات إلى هوية منفذي هذا الهجوم وخلفيات هذا الحادث، ليسود الصمت إلى أن سمع إطلاق نار ثاني يوم 27 نونبر من نفس السنة، بعدما أصيب أحد الأشخاص برصاصة في رجله قبل السطو على سيارته وسط المدينة. وبعدما اكتفى أفراد العصابة بتنفيذ عمليتين خلال سنة 2013، عادوا مع بداية سنة 2014، وبالضبط في شهر فبراير لارتكاب عملية سطو مسلح، استهدفت ناقلة للأموال بشارع مولاي عبد العزيز، وتمكنوا من الاستلاء على مبلغ مالي يفوق 500 مليون سنتيم، بعدما أطلق زعيم العصابة عدة عيارات نارية من مسدسه، قبل أن يلوذ بالفرار رفقة شريكه. لكن في شهر غشت من سنة 2015، فشل أفراد العصابة في محاولتهم للسطو على محتويات ناقلة للأموال، بعدما حاولوا تكرار نفس عملية شهر فبراير لسنة 2014 باستعمال سلاحا رشاشا، قبل أن يسقط قناعهم، بعدما تم تحديد هوية المشتبه فيه الرئيسي في تنفيذ هذه العمليات، ليتم تفكيك أكبر شبكة إجرامية دولية تنشط في ميدان السرقات المسلحة وترويج المخدرات، بتنسيق بين مصالح الشرطة القضائية لطنجة وعناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية. كما تم حجز أسلحة نارية مختلفة من بينها رشاش أوتوماتيكي وبندقية من نوع "برونينغ"، وضبط كميات من الذخيرة الحية ذات العيارات المختلفة، وكذا وثائق هوية مزورة وصفائح ترقيم سيارات تحمل أرقام وطنية وأخرى أجنبية مزيفة، ومعدات تستعمل في تزوير هذه الصفائح، بالإضافة إلى حجز عدة سيارات وأسلحة بيضاء وأقنعة مطاطية وأجهزة اتصال متطورة من بينها جهاز للتشويش على الاتصالات وهاتف متصل بالأقمار الاصطناعية، فضلا عن ضبط أكياس معبأة بكميات من المخدرات، وفق ما ورد في بلاغ إدارة الأمن.