أقدم موظف متقاعد باتصالات المغرب على إضرام النار في مدير كان يشتغل تحت إمرته بوكالة لشركة الاتصالات المذكورة بمدينة الرشيدية. الموظف الذي كان قد حصل على تقاعد نسبي غادر بموجبه العمل بالشركة، اقتحم مقر وكالة، عصر يوم الثلاثاء الماضي، حاملا معه قنينة مملوءة عن آخرها بمادة البنزين. و توجه مباشرة إلى مكتب المدير قبل أن يقوم بصب المادة الحارقة على جسد هذا الأخير ثم عمد إلى إضرام النار في الرجل أمام ذهول و صدمة مستخدمي و زبناء الوكالة الذين هرعوا لإخماد النيران في محاولة منهم لإنقاذ المدير الذي تحول جسده إلى كتلة من اللهب. فيما استغل المتقاعد الفوضى التي عمت المكان و انسل هاربا من الوكالة التي سرعان ما تحولت إلى ما يشبه خلية نحل بعدما حل بالموقع العشرات من عناصر الوقاية المدنية و الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية و ممثلي السلطة المحلية الذين أشرفوا على نقل المدير الضحية إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف لتلقي العلاج حيث بينت الكشوفات الطبية أنه يعاني من حروق من الدرجة الاولى و الثانية. في نفس الوقت الذي كانت فيه عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرشيدية تباشر حملة تمشيط واسعة بحثا عن المعتدي مستعينة في ذلك بأقوال الشهود الذين ساعدوها في تحديد هويته، و هي العملية التي ما لبثت أن انتهت بسقوط المتقاعد في قبضة المصالح الأمنية بعد ساعات على ارتكابه للجريمة. و عن دواعي إقدامه على إضرام النار في مديره السابق، كشف المتقاعد، أثناء الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية، أن السبب يعود لإحساسه ب"الحكرة" نتيجة الضغوطات و الممارسات المهينة التي كان يتعرض لها من طرف المدير عندما كان لا يزال موظفا بالوكالة، ما اضطره لترك وظيفته في إطار التقاعد النسبي. وقال أن بذلك ضيع على نفسه فرص الترقية و تحسين أوضاعه المالية على غرار زملائه الذين استمروا بعده في العمل بالوكالة، و الذين بقدر ما كان وضعهم المالي و الاجتماعي يعرف تحسنا مضطردا، كان هو بالمقابل يعاني ظروفا مادية صعبة بسبب عدم كفاية معاش التعاقد لمواجهة تكاليف الحياة، ما جعله يكن حقدا دفينا على المدير الذي يحمّله مسؤولية مغادرة الوظيفة و خسارة مستقبله و مساره المهني، وليقرر، في لحظة غضب، الانتقام من المدير بإضرام النار فيه.