هدد مفتش شرطة ممتاز معتقل بالمركب السجني عكاشة بالدار البيضاء بالانتحار بعد أن تابعته المديرية العامة للأمن الوطني بمحاولة إضرام النار عمدا في جسده أمام مكتب رئيس المنطقة الأمنية بالخميسات، قبل أن يحجز ضباط أمن بحوزته قنينة بلاستيكية مملوءة بالبنزين وولاعة. وحسب تقرير مفصل وجهه مفتش الشرطة الممتاز للمدير العام للأمن الوطني، تتوفر «المساء» على نسخة منه، فإن رجل الأمن كان يعاني يأسا حادا وغبنا بعد تنقيله من بني انصار إلى الخميسات لأسباب مجهولة، مشيرا حسب الرسالة نفسها إلى أنه سيقدم على أشياء تسيء إلى المديرية العامة للأمن الوطني ولجهاز الأمن ككل، نظرا للعواقب النفسية التي ترتبت عن تنقيله رفقة عائلته، مؤكدا أنه حاول الانتحار بمقر المنطقة الأمنية بالخميسات أكثر من مرة قبل أن يتراجع عن قراره. وقال مفتش الشرطة الممتاز الذي التحق بصفوف عناصر المديرية العامة للأمن الوطني سنة 1991 ليعين بمفوضية الشرطة بني انصار ملحقا بالفرقة المحلية للشرطة القضائية، إنه كان ضحية شكايات كيدية من كبار بارونات الكوكايين والذين سبق اعتقالهم في حملات تمشيطية، الأمر الذي تسبب في تنقيله دون الاستماع إليه. وحسب محضر الاستماع إلى مفتش الشرطة الممتاز أثناء محاولة إضرام النار عمدا في جسده، صرح رجل الأمن أنه حاول وضع حد لحياته بإضرام النار في جسده، معزيا إقدامه على الانتحار إلى أوضاعه النفسية وقرار تنقيله من مفوضية الشرطة بني انصار إلى مدينة الخميسات قبل ثلاثة أشهر مضت، مشيرا حسب تصريحاته إلى أنه كان يعمل بتفان وتمكن من إيقاف مجموعة من المبحوث عنهم دوليا ووطنيا وشارك في حجز كميات مهمة من المخدرات القوية «الهروين» وجازته الإدارة بأربع تهنئات وتشجيعات والاستفادة من سنة إضافية كتنويه على عمله، غير أنه فوجئ بقرار تنقيله، وأن آخر خبر تلقاه قبل محاولته إضرام النار في جسده، تدهور صحة زوجته وما جعله يفقد صوابه خصوصا بعد عدم تلبية طلبه في الحصول على رخصة عطلة 48 ساعة. وأحيل مفتش الشرطة الممتاز في حالة اعتقال على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، والذي قرر بدوره إيداعه سجن عكاشة بالدار البيضاء.