في إطار تخليد ذكري رحيله كتبت جريدة "الأحداث المغربية" عن الزعيم الحزبي عبد الرحيم بوعبيد في عددها ليوم الثلاثاء الافتتاحية التالية. ننشرها لقرائنا قبل نشرها في الجريدة ليوم غد احتفالا بذكرى زعيم لا يشبه بقية الزعماء "ونحن نخلد أمس ذكرى رحيله، كنا نقلب الأعين منا في الفضاء الحزبي ذات اليمين وذات الشمال، نبحث ليس عن شبيه لعبد الرحيم بوعبيد، فنحن أعرف بالحال والمآل، ونحن قوم واقعيون نريد أن نطاع لذلك نحلم بمايستطاع، لكن فقط عن خيط اكتمال لشيء بدأ ذات مغرب وتم بتره بشكل مفجئ ومذهل وحزين ومؤلم وممض وظالم ومظلم، إلى الحد الذي يجعلنا اليوم نعيش حالة الجوع هاته لزعماء حزبيين يستطيعون أن يتحدثوا مع الناس فلاترمق في أعين الشعب نظرات الشفقة والرثاء. عبد الرحيم بوعبيد لم يكن زعيما حزبيا من هؤلاء الذين يعرفهم الجيل الحديث. لم يكن لا شعبويا يتحدث بما لايؤمن به، ولا انتهازيا يريد الوصول فقط، ولا عابر سبيل قذفت به الصدف العمياء إلى مجالات ليست له إطلاقا عبد الرحيم بوعبيد كان حكاية مغربية أصيلة أصلية. كان عنوان بلد يريد الجيد لأبنائه ولناسه، ويعرف أنه يستطيع أن يفعل الكثير، لذلك أحب الناس عبد الرحيم، ولذلك عندما استعدنا جنازته وجدنا فيها أمرا لم نره في جنائز أخرى: الوفاء لوجه الوفاء، والذهاب خلف نعش رجل فقط لكي تقول له « شكرا كبيرة » وتعود إلى منزلك وأحلامك دون أن تنتظر شيئا مع إحساس الفقد الكبير، ومع الإيمان أن الرجل الذي ذهب لن يعوض أبدا عندما نتذكر هاته الأيام عبد الرحيم بوعبيد، لانستطيع منع أنفسنا من الإحساس بحزن صادق لا لرحيله، فتلك سنة الحياة، ولكن لخواء المكان بعده، لفراغ الأرجاء، ولعدم القدرة على التعويض. ومع ذلك ولأن عبد الرحيم علم محبيه دوما وأبدا أن هذا البلد ولاد، وأنه ليس عاقرا، وأنه قد يستكين في الظلال طويلا إلا أنه دوما قادر على إنجاب أبناء من صلب نبوغه، يحملون له آمال الخير والتقدم، فإن وصية عبد الرحيم في المغاربة لازالت تسري إلى يوم الناس وستظل دوما وأبدا يوصلها أب إلى إبنه وأم إلي ابنتها دون أن يعرفا إن كانا سيفهمان مغزاها لكنهما يقولانها ويمضيان : « الأمر ليس سهلا كما يتصور البعض ، بل يحتاج كفاحنا إلى مزيد من التبصر وبعد النظر ، و إلى شعور دائم بأن لنا في هذه البلاد رسالة ، نريد أن نؤديها على أحسن وجه و أن نمهد الطريق للأجيال الصاعدة » . إنتهى الكلام يوم كان الكلام يعني فعلا بعض الأشياء"