انتقد الجنرال البريطاني المتقاعد نيك باركر المقاربة الأمنية العسكرية في الساحل، مشيرا على الخصوص إلى كثرة المتدخلين وتضارب أجنداتهم السياسية ومصالحهم. وتسائل عن حقيقة أهداف التدخل الفرنسي في مالي، وحول ما إذا كانت تعبيرا عن هاجس أوروبي محظ أم أنها تتجاوب مع مصالح وتطلعات السكان. وقال "إن العمل العسكري لن يفيد، فلا يكفي أن تنزل بخيلك وجنودك لتحل المشكلة". وأوضح باركر في مداخلته بالمنتدى الأطلسي يومه الجمعة أن ما يقلقه في هذا الأمر هو وضعية الجنود في الميدان، في مواجهة عدو غامض ومتخف بين السكان. وقال "لا يكفي إنزال الجنود، لمواجهة هذا العدو. فقد يتضرر السكان من ذلك، وبالتالي سينقلبون عليك". وأوضح أن الامر يتطلب عملا مخابراتيا دقيقا وأسلحة خاصة وملائمة، ووحدات عسكرية خاصة تعمل وفق معايير أمنية خاصة. أما كورت فولكر، المدير التنففيدي لمؤسسة ماكان للريادة العالمية، المقرب من الرئيس الأمريك ترامب، فيرى أن المخاطر الإرهابية ستتفاقم في السنوات المقبلة، محدرا بدوره من احتمال ظهور مجموعات إرهابية اخرى ومن إعادة انتشار المقاتلين وامكانية استعمال الجماعات الإرهابية لعناصر موالية لها خارج منطقة الساحل. واشار إلى أن "المساعدات الخارجية مهمة في مكافحة الإرهاب، غير أن الاساسي هو ما تعمله الحكومات المحلية نفسها داخل بلدانها". كما اعتبر أن "المقاربة العسكرية أساسية، لأنه لا يكفي الكلام مع المتشددين وأن ما يفعلونه سيء ليكفو عن ذلك. لهذا يجب مواجهتهم عسكريا". وعن التساؤلات التي تثيرها سياسة الرئيس ترامب حول تراجع دور الولاياتالمتحدة، يقول فولكر إن "الدور الأمريكي لم ينتهي، فلا زالت الولاياتالمتحدة تعد من بين كبار ممولي الحكامة وتعزيز القدرات في إفريقيا، وهذا لن يتغير". وأضاف "لا يمكننا التهرب من الدور الذي نلعبه في العالم. وكما رأيت فقد صادق الكنغرس على المساهمة الامريكية في القوة العسكرية المشتركة لمجموعة الدول الخمس في الساحل". كما أشار إلى ارتفاع الدور الأمريكي في مواجهة الارهاب وزيادة مساهمة الولاياتالمتحدة في حلف شمال الأطلسي. إضافة إلى ذلك يقول فولكر"نحن مقبلون على تدخل كبير في آسيا في مواجهة كوريا الشمالية".