عن طريق الصدفة، اكتشفت الشرطة الإيطالية، في الأسبوع الماضي، كهفاً قديماً، يشتبه في أن رجلاً غريب الأطوار قام باحتجاز امرأة وطفليها داخله لمدة عشر سنوات، مع العلم أن هذه القصة تستحق أن يتم تجسيدها من خلال فيلم رعب. خلال الأسبوع الماضي، اهتزت وسائل الإعلام والرأي العام الإيطالي على وقع مفاجأة مروعة، وصفتها الصحف على أنها دراما صادمة. وتعيد هذه الواقعة للأذهان قصة الضحية ناتاشا كامبوش، التي تعرضت لمعاملة مماثلة في النمسا في العام 2006. وتشير ملابسات هذه القضية، بحسب صحيفة Le Temps الفرنسية، إلى أن امرأة تبلغ من العمر 29 عاماً، تم العثور عليها في منطقة جيزيريا الريفية، الواقعة في مدينة كالابريا الإيطالية، حيث تم احتجازها واغتصابها لمدة عشر سنوات. وكانت صحيفة كوريري ديلا سيرا أول من كشف عن هذه المعلومات، واصفة الحادثة بأنها تشبه أفلام الرعب والخيال. أما المتهم في هذه القضية، الذي تم القبض عليه يوم الثلاثاء، 22 نوفمبر، فهو رجل إيطالي يبلغ من العمر 52 عاماً، علما أنه الآن رهن الاحتجاز. بدأ كل شيء من خلال عملية مراقبة روتينية للوثائق الشخصية للمارة في الشارع. وقد كان المتهم يسير رفقة طفل صغير، تفطن رجال الشرطة إلى أنه كان يعاني من سوء التغذية، كما أن ملابسه متسخة. فقرر رجال الشرطة مرافقة هذا الرجل وابنه إلى المنزل، حيث صدموا بأن المكان كان في غاية الاتساخ والفوضى، حتى إنهم اضطروا لارتداء أقنعة الحماية من الغازات عند اقتحام المكان. وفي كهف تحت البيت، وسط الفئران والعناكب، وجدت الشرطة امرأة تنحدر من أصول رومانية، مقيدة بالسلاسل، وإلى جانبها تجلس فتاة صغيرة. وقد أوضح الرجل لاحقاً أن هذه المرأة تعتبر الخادمة السابقة له ولزوجته. وقد قرَّر احتجازها واستعبادها بعد أن توفيت زوجته. من جهته، صرَّح المدعي العام الإيطالي سالفاتوري كورسيو، أن "هذه المرأة كانت محتجزة دون ماء أو كهرباء. وقد تعرضت للاغتصاب في عدة مناسبات، مما جعلها تحمل مرتين وتنجب طفلين، دون أي رعاية طبية. ويبلغ الطفلان الآن من العمر تسع سنوات وثلاث سنوات". وأضاف سالفاتوري كورسيو، أنه "خلال ثلاثين سنة من العمل في مجال القضاء، لم أكن شاهداً على أمر بهذه البشاعة. في الوقت الراهن، تم إيداع الأم وطفليها في مؤسسة للرعاية الاجتماعية". وقد كشفت صحيفة فرنسية تفاصيل جديدة حول هذه الحادثة، حيث كان الضحايا الثلاث يعيشون حياة لا تليق بالبشر، في حين لم يكن لهم أي اتصال بالعالم الخارجي. وكانت الأم وطفلاها، في أحسن الحالات، يتناولون الأطعمة الفاسدة، وأحياناً يقتاتون على فضلاتهم، مع العلم أنه لم تتح لهم أبداً فرصة العناية بنظافتهم الشخصية أو الذهاب إلى الطبيب. في الأثناء، أظهر الفحص الطبي الذي أجري للضحية أنها قد تعرضت لجرح عميق على مستوى الرأس في وقت سابق، نتيجة تعرضها للتعنيف من قبل هذا الجلاد. وقد اكتفى الجاني بخياطة الجرح بواسطة خيط صنارة، ولم يسمح لها بالحصول على العلاج. وحسب أبرز الصحف الإيطالية، وقع احتجاز هذه المرأة من قبل جلادها في أماكن أخرى قبل أن ينتهي بها الأمر في هذا الكهف في منطقة جيزيريا الريفية، في محافظة كالابريا. من جهتها، ذكرت صحيفة لا ريبوبليكا، أن هذه الضحية أكدت للمحققين أنه قد تم تكبيلها وربطها في السرير، وإجبارها بشكل روتيني على التعرض لسوء المعاملة، وحصص تعذيب واغتصاب، إضافة إلى تفاصيل أخرى صادمة جداً. يبدو أن هذا المتهم، الذي كشفت الصحافة الإيطالية عن اسمه وهويته، لديه سوابق عدلية ترتبط بجرائم جنسية. ومن المثير للدهشة أن البعض من جيرانه كانوا يعلمون بوجود الضحية هناك، وأنها كانت تتعرض للضرب والتعذيب السادي بشكل مستمر. في هذا الصدد، أكدت مؤسسة حماية الشباب في كالابريا، أن جميع الأطراف التي كانت على علم بالأمر وفضلت السكوت يعتبرون شركاء في هذه الجريمة.