اعتبر عدد من المحللين أن مشاركة الملك محمد السادس في في قمة روساء دول الاتحادين الإفريقي والاوربي، بالرغم من وجود الكيان الانفصالي، «خطوة شجاعة، وتأتي في إطار الاختيار الجديد الذي كرسه المغرب لتفادي سياسة الكرسي الفارغ في المنتديات الدولية الحاسمة، بعد قرار عودته التاريخية إلى الاتحاد الإفريقي». تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، قال تصريح صحفي سابق أن «علاقات المملكة مع إفريقيا وأوروبا هي علاقات استراتيجية مهمة، يفترض أن تلعب فيها الرباط أدواراً رئيسية كمنصة رئيسية للربط بين القارة السمراء والبلدان الأوروبية». وعن دلالات وخلفيات مشاركة الملك في القمة، يرى الباحث الجامعي أن مسألة حضور الجبهة الانفصالية من عدمه «لا يمكن أن تغير في واقع الأمر شيئا وليست اعترافا من الناحية القانونية بوجوده»، ولفت إلى أن المغرب يشارك في ملتقيات دولية بجانب إسرائيل وهو لا يعترف رسميا بها»، وأكد أن «خطوة الملك شجاعة وتمنح القوة للدبلوماسية المغربية». مشاركة الملك محمد السادس والإشادة المتكررة لرؤساء دول الاتحاد بدوره داخل القارة، والاشارة التي بعثها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون من بوركينا فاسو، حين أشاد في خطاب القاه بجامعة واغادوغو، حين قال: «قال «اريد هنا أن أشيد بملك المغرب لانه استطاع ايجاد العبارات الملائمة بالنظر الى الدور البارز الذي يضطلع به" مشيرا الى ان الاولوية تكمن في الذهاب بعيدا في هذه المعركة». وحين وصلت وفود الجزائر والكيان الانفصالي، كان محمد السادس يطوف على أحياء العاصمة أبيدجان لتدشين العديد من المرافق التي تعد ثمرة تعاون بين في الشراكة المربحة داخل القارة، وحين فتحت هذه الوفود صحف وإذاعات وقنوات البلد، وجدت صور محمد السادس تطاردها في كل النشرات والأعداد، وبدا أن صورة وصوت المغرب حاضرة بقوة في كل مكان. ولتنفيس هذه الغمة لجأت الوكالة الرسمية للنظام الجزائري، إلى اختلاق صورة لا توجد إلا في مخيلتهم، حيث نشرة قصاصة لمبعوثها في أبيدجان تفيد بتواجد علم الجمهورية الصحراوية الوهمية مرفرفا بشارع الحسن الثاني بالعاصمة الإيفوارية، بمناسبة انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي/الاتحاد الأوربي. وللتدليل على صدق روايتها استندت لشهادة عضو من الكيان الوهمي الذي عل ق على «خفقان» العلم، وأكمل بقية الكذبة بالقول أن عددا من «مندوبي الدول الإفريقية» -بدرجات مختلفة-، أسروا له بأن اهذا الأمر يعد «هزيمة نكراء للمغرب». ولأن الفضيحة مفضوحة فقد علق عدد من القراء على نص القصاصاة بالقول إنها «كذبة باينة». ذلك أنه لا يوجد أي علم من أعلام البلدان المشاركة في شوارع أبيدجان. وحده علم كوت ديفوار، البلد المستضيف للقمة، إضافة إلى رموز الاتحادين الإفريقي والأوربي والملصقات الخاصة بالقمة تؤثث، بمناسبة تنظيم هذا المؤتمر، الشوارع الكبرى للعاصمة الإيفوارية، وخاصة شارع الحسن الثاني، كما عاين ذلك جميع الصحفيين الذين يتولون تغطية هذا الحدث.