شكلت اتفاقية «دايتون» للسلام أو اتفاقية الإطار العام للسلام في البوسنة والهرسك الفصل الختامي للصراع المسلح الذي دار في البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، وكان سبب هذه الحرب رغبة المسلمين من البوسنة والهرسك في الانفصال عن جمهورية يوغسلافيا سنه 1992. ففي 1991 بدأت يوغوسلافيا بالانقسام، حيث أعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا استقلالهما وبعد سنة واحدة أراد شعب البوسنة والهرسك إجراء خطوات مشابهه وصوت على الاستقلال من جمهورية يوغسلافيا، وكانت نتيجة التصويت 99% لصالح الاستقلال عن جمهورية يوغسلافيا، الأمر الذي أغضب جمهورية صربيا، وبعد نتيجة الاستفتاء بدأ الصرب بمساندة الجيش اليوغوسلافي القومي حملة تطهير عرقي ضد كل من لم يكن صربياً. نتج عن هذا إبادة جماعية تعد الأسوأ في تاريخ أوروبا منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، ووفقا لمحكمة الجنايات الدولية فقد راح ضحيه هذه الحرب نحو 104.732 شخصًا، منهم 68.101 مسلم، كما نتج عنها نزوح أكثر من مليوني شخص، وهو ما يعادل نصف السكان. واتجه 700 ألف منهم إلي دول أوروبية، وما تزال نسبة كبيرة منهم في الخارج حتى الآن، وبعد انتهاء الحرب جرت محاولات وطنية ودولية لتعزيز استقرار البلاد ووقف نزيف الدم، وبناء مؤسسات الدولة وانتهى الأمر باتفاقية «دايتون» وقد عقدت الجلسات التفاوضية لإتمام هذه الاتفاقية في قاعدة رايت بيترسن الجوية قرب مدينة دايتون الأمريكية، ومن اسم القاعدة اكتسبت الاتفاقية اسمها. استمرت الجلسات التفاوضية من أول نونبر 1995 وانتهت في مثل هذا اليوم 21 نونبر 1995 حيث أقرتها كل الأطراف وبمقتضاها تم وضع حد للحرب الدائرة على مدار ثلاث سنوات في منطقة البلقان، وقد ترأس الوفود المشاركة كل من سلوبودان ميلوسيفيتش من الجانب الصربي، وفرانيو تودمان من الجانب الكرواتي وعلي عزت بيجوفيتش من الجانب البوسني. ومما تمخضت عنه هذه الاتفاقية تقسيم البوسنة والهرسك إلى جزئين متساويين نسبيا هما فيدرالية البوسنة والهرسك وجمهورية صرب البوسنة، كما أدت إلى انتشار قوات حفظ السلام الدولية، ورغم أن الأطراف المتفاوضة أقرتها في 21 نونبر 1995 إلا أن التوقيع الرسمي على الاتفاقية تم في باريس في يوم 14 دجنبر 1995.
من مواليد هذا اليوم: 1694 _ فولتير: كاتب وفيلسوف فرنسي. 1853 _ السلطان حسين كامل: سلطان مصر.
من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم : 1695 _ هنري برسل: موسيقي إنجليزي.