أمتعت فرقة "مسرح أرلكان" حضور المسرح الوطني محمد الرباط أخيرا بعرضها الجديد "العشق الكادي" من تأليف وإخراج المسرحي عمر الجدلي، وتشخيص الممثلين عبد الرحيم المنياري وسعاد خويي وعبد اللطيف شوقي وعادل لوشكي ورشيدة نايت بلعيد وزاهية زاهيري. مسرحية "العشق الكادي" تطرح إشكالية الإرث ضمن قالب مزج بين الفرجة الكوميدية التي مررت للمشاهدين مجموعة من الرسائل الهادفة، عبر حكاية أبطالها أم مسنة مصابة بمرض الزهايمر عاجزة عن فك شفرة إيجاد صندوق خلفه زوجها الراحل مما سيمكن أبناء الأخير وابنها الوحيد من الحصول على تركة الوالد المتوفى.. وبين استرجاع الذاكرة وفقدانها، تصور المسرحية اعتمادا على تقنية الاسترجاع ماضي هذه السيدة من خلال استعراض كيفية ارتباطها بالزوج المتوفى.. وهنا يكتشف المتتبع أن السيدة المسنة ارتبطت بالزوج المتوفى رغم أنفها بعد رفض والدها زواجها بالشاب الذي شغفها حبا وولعا، والذي اختفى بعد هذا الرفض عن الأنظار متوجها للعمل والاستقرار بإحدى المدن القريبة من القرية حيث كان يقطن وأسرته الصغيرة.. وبين سرد لتفاصيل ماضي المسنة وواقع حالها الراهن، انتزع ممثلو المسرحية من الحضور الابتسامة من خلال العديد من المواقف الطريفة المجسدة على خشبة المسرح بشكل مدروس وحرفي دون إغفال تمرير رسائل على غرار أن الكل يمثل اليوم، في إشارة واضحة إلى راهن مجال التمثيل والفوضى التي تعمه حاليا. وإضافة إلى الطاقم الفني المشرف على إنجاز مسرحية "العشق الكادي" التي تندرج ضمن المشاريع التي اختارتها وزارة الثقافة في مجال التوطين المسرحي، ، فإن فريق عملها تضمن أيضا فريقا تقنيا يتمثل في تخصصات السينوغرافيا والملابس اللذين أششرف على تنفيذهما الحسين الهوفي، فيما أوكلت إدارة التواصل الإعلامي لعبد الحق ميفراني في حين العلاقات العامة أسندت لعبد الهادي الفلالي، أما المصاحبة الموسيقية فهي لكل من نبيل البوستاوي وعبد الكريم شبوبة، فيما التقنيات لعبد اللطيف الرداجي والإنارة حسن بالكبير، في حين يشرف على المحافظة العامة كل من سعيد الفرشي وأيوب وردي..