إخواني القراء، أخواتي القارئات، قبل أن أدخل في الموضوع المشكلة، لابد أن أضع لمحة سريعة عن شخصيتي رغم أن ما يلزمني التطرق إليه أهم من كل شيء، فأنا شاب في السابعة والعشرين من عمري، أشتغل في إحدى شركات النقل ووكالات الأسفار.تعرفت بالصدفة على فتاة لم تكن تبعد على محل سكناي أي الشقة التي أكتريها، إلا ببضعة أمتار، نالت إعجابي منذ النظرة الأولى، فتقربت منها وكانت هي الأخرى متعطشة لربط علاقة بي، خططنا للقاء فكان، وتوالت الأيام لأكتشف أن صديقتي فاقدة لعذريتها ومنذ ما يقارب السنة وعائلتها على علم بالخبر أخذت في مساءلتها عن السبب والطرف الآخر في هذه الفعلة لكنها تظاهرت اللامبالاة، وعدم الرغبة في متابعة الأخر لفقدنها الرغبة في الزواج، بل قطعت وعدا ألا أعود إلى مساءلتها عن هذه القصة التي قالت عنها بأنها طوت صفحتها إلى الأبد. إخواني القراء، أخواتي القارئات، لقد تعددت لقاءاتنا وكنت كثيرا ما أدعوها إلى منزلي فتستجيب في الحال وتلبي طلباتي دون رفض، لأنها كما تقول أعجبت بي كثيرا، هذا وكنت أقاضيها على كل جلسة مبلغا ماليا حتى لا يكون لديها تأويلا آخر غير المتعة.توطدت علاقتنا إلى درجة أننا أصبحنا لا نفترق، ودامت هذه العلاقة سنة بالكامل، ومنذ أن تعرفت عليها لم أصاحب أي فتاة أخرى إخلاصا لها كما هي أيضا مخلصة لي لأني وجدت فيها كل ما أريد من حب ولذة ومتعة، لأن ممارسة الجنس كانت حاضرة بقوة في لقاءاتنا وأن «حبيبتي» كانت تحقق متعتها بين أحضاني وكانت كثيرا ما تحذرني من أن أخونها مع أخرى. سارت الأمور على حالها حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم، بينما كنت أنتظر استئجار سيارة أجرة صغيرة إلى مقر عملي، لفت انتباهي فتاة على الواجهة الأمامية للشارع في أبهى حلل زينتها، رائعة كما لو أنها تبحث عن شيء، وكانت تقلب نظراتها إلى الزاوية التي ركنت إليها فأومأت إليها بإشارة وردت بمثلها ثم اندفعت نحوها وقد كنت عجولا لاقتراب وقت العمل تبادلنا أرقام الهاتف وضربنا موعدا للقاء وأنا على علم بأن قدماي تزيغان لأول مرة إلى ما لا يرضي «حبيبتي» في المساء التقينا وتجاذبنا أطراف الحوار فكانت الفتاة حديثة العهد بالطلاق، وفي تلك الليلة بالذات دعوتها إلى منزلي فاستجابت دون تردد، ومن هنا انبثقت المشكلة، حينها اكتشفت أنني عاجز عن الانتصاب أثناء الممارسة معها.غرقت في بحر من الشكوك والقلق والحيرة، فسألتني إن سبق لي أن مررت بنفس الحالة، فكان جوابي تماما هو الرفض لأن ما حصل لي لم أكن سوى أسمع عنه ولا أصدقه، حاولت ثم حاولت بشتى طرق الإثارة لكن عملية الانتصاب لم تتم، فازداد توتري وتصببت عرقا وأحسست بالخجل، سألتني إن كنت على علاقة بفتاة فصارحتها بالحقيقة، فهزت رأسها متحرسة عني قائلة: لماذا تريد حرمانك من نعمة وهبها الله للعباد؟ صراحة كانت تتكلم بكل وثوق ورزانة لكني لم أفهم قصدها، فسألتها طالبا تفسيرا لحالتي فأجابتين بأني لن أحقق عملية الانتصاب إلا مع الفتاة التي أعاشرها فاستغربت فأكدت لي بأن هذا ما يسمى ب «الثقاف» أي أني «مثقف» من طرفها.أتعلمون إخواني وأخواتي، في تلك اللحظة اسودت الحياة في عيني وأحسست بأنني مغلول مقيد، لقدر رثت لحالي هذه الفتاة واقترحت علي وصفة من الأعشاب أو ما يسمى «بالتباطيل» فلم أستسغ الأمر، وحذرتني من أن أهمل الأمر فالمسألة متعلقة بمستقبل زواج، ارتابني الشك وخيلت أن ماجرى لا يعدو أن يكون متعلقا بالتعب أو التوتر، لكنها سخرت مني، واقترحت علي فكرة التأكد وذلك بأن أحاول مغ غيرها من الفتيات، والعودة إلى الحبيبة للتأكد من الأمر، وفعلا في الغد دعوت حبيبتي فكانت العملية تسير بشكل عاد، ثم بعد الغد دعوت الثانية حفاظا على السر فكانت الصدمة مرة أخرى. والآن إخواني أخواتي، ماهو الحل في نظركم؟ هل أعترف لها وأطلب منها أن تعدل عن ذلك والحل بين أيديها، إن أرادت أن تفك وثاقي، إني أخشى إن طلبتها أن تزيد في تعميق المشكلة، وتصعيب الحل إذا علمت بأنني اكتشفت فعلتها، ماذا عساي أفعل؟ لقد أرشدتني الفتاة الثانية بأن الحل هو استشارة «فقيه» وضليع لكنها نبهتني أيضا بأن عملية فك «الثقاف» ستكلف ثمنا باهضا خاصة إلى بإن كان الثقاف الذي اعتمدته من النوع المعقد وعرضت علي العديد من الوصفات التقليدية لم أسمع عنها من قبل ولا أعرف عنها شيئا سوى تصديقها إن كانت حلا لمشكلتي .تصوروا معي حجم المعاناة وعمق المشكلة التي أتخبط فيها خاصة حينما قالت لي الفتاة الثانية بأني لن أحلم بالزواج مادمت على هذه الحالة لأن رجولتي علقت إلى حين فك الثقاف، وكم صرت أكره تلك التي يحتمل أن تكون قيدت رجولتي، لقد صبحت أفكر في الانتقام منها، لكني أعود إلى رشدي ربما ذلك سيزيد في تعقيد المشكلة لذلك حرصت على الهدوء فربما أهتدي إلى مكان اللغز الذي يحيرني بواسطتها أو بخط منها فهل في نظركم أن البقاء معها سبيل إلى الحل أم أن الافتراق عنها أرجح.لقد حاولت إخبار أهلي الذين يبعدون عن المدينة التي أشتغل بها بمئات الكيلومترات، بالقضية لكني لا أجرؤ لأن عائلتي محافظة جدا، ولم يسبق لأحد من أفرادها الوقوع فيما وقعت فيه، وكذلك عنصر الخجل الذي يطغى أمام الثقة القوية في شرف الأهل. أغيثوني يا أصحاب الاختصاص عساني أخرج من هذا الفخ الذي بات يؤرقني وأرجو أن لا تهمل الجريدة نشر قضيتي وعرضها.