يظهر أن قيادات حزب العدالة والتنمية لا ترغب في بلوغ محطة مؤتمرها القادم، والخلافات مشتدة بين "زعمائها". مساع حثيثة لتقريب وجهات النظر، ونزع فتيل الخلاف قادها "حكماء" من أجل رأب ما قد يتسبب في التصدع. تتم هذه المحاولات في الوقت الذي اختار فيه ابن كيران اللعب عبر بوابة مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صور لزيارات قام بها أعضاء للحزب ومتعاطفين لابن كيران نهاية هذا الأسبوع، ومنها صفحة سائقه الخاص. وتم إرفاق صور الزائرين لابن كيران بعناوين من قبيل «مواطنون من مختلف ربوع المغرب يتوافدون إلي بيت الزعيم في زيارة ودية وأخوية»، وهو مااعتبره متتبعون، محاولات من بن كيران، لتأكيد أنه لايزال الشخص المرغوب فيه، لمواصلة قيادة حزب المصباح. وفي هذا السياق ذكرت مصادر مطلعة على البيت الداخلي لحزب رئيس الحكومة «سعد الدين العثماني»، لايزال يغلي بفعل الخلافات الحادة بين قيادات حزب المصباح، والتي كان آخر تمظهراتها الرد الذي ذبجه «المصطفى الرميد» الوزير الحالي لحقوق الانسان، ووزير العدل والحريات على عهد حكومة عبد الإله ابن كيران، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك». واختار فيه الرميد أن يبعث بإجابة على ما قاله الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في كلمته باللقاء الوطني لمنتخبي مجالس الجماعات، المنعقد يوم السبت 21 أكتوبر الجاري بالمعمورة، حيث قال ابن كيران «..حيث هاديك الساعة اللي دار الحملة الانتخابية رقم 1 هو أنا...»، مشيرا إلى أنه «كاين اللي مشا للحج، وكاين اللي دار حملة على قد الحال، وكاين اللي ما كانش باغي يدير الحملة، وكاين اللي ما بغاش يشارك كاع فهديك الانتخابات...»... الرميد الذي اعتبر أن جزءا من كلمة ابن كيران يعنيه شخصيا، قال إن كلمته تضمنت «وقائع وأحداث لا علاقة لها بموضوع اللقاء» الذي أكد أنه «كان يفترض فيه اجتناب كل ما يزيد في تفاقم الخلافات ويكرس النزاعات». وقد تساءل وزير حقوق الانسان الحالي هل كان ابن كيران سيقول الذي قاله «لو ناصر المصطفى الرميد التمديد لولاية ثالثة»..؟. ولأن المصطفى الرميد حسب ما أفاد به مصدر مقرب من حزب العدالة والتنمية «ليس شخصا عاديا بحزب المصباح»، ولأن «دخوله في مواجهة مباشرة مع الأمين العام الطامح إلى ولاية ثالثة على رأس حزب رئيس الحكومة، على بعد أقل من شهرين من انعقاد مؤتمر الحزب من شأنه أن يحرك أشياء كثيرة في دهاليز التسيير بحزب المصباح»، فإن عددا من «القيادات اضطرت إلى التحرك وإجراء اتصالات مكثفة بين الطرفين لنزع فتيل التوتر بين القياديين». وحتى إن كان بعض مسؤولي حزب العدالة والتنمية يؤكدون أن المصباح «لا يعيش أزمة قيادة، وليس فيه شجار، وإنما هناك اختلاف في التدبير السياسي للمرحلة»، فإن «اتصالات الجارية تمكنت من إعادة الأمور إلى طبيعتها بين ابن كيران والرميد» حسب ما أشار إليه مصدر موقع «أحداث أنفو»، الذي أصر على اعتبار أن «ما يجري في البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية، مجرد «تشنج يحصل بين القيادات سرعان ما يتم تجاوزه، وتعود الأمور إلى مجاريها». ومن المنتظر أن يعقد حزب العدالة والتنمية مؤتمره الوطني الثامن يومي 9 و10 دجنبر المقبل، حيث يتم التصويت خلاله على منصب الأمين العام، الذي يتولاه عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة السابق، والطامح إلى ولاية ثالثة، بعد السعي إلى تعديل قانون الحزب الذي يحدد مدة هذا المنصب في ولايتين.