اعتبر إدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، اليوم الأربعاء بالسجن المحلي براس الماء (فاس) ، أن المؤسسات السجنية أصبح من مسؤوليتها هدم الهوة بين السجين والفضاء الخارجي من خلال تأهيله حتى يستطيع أن يعيش فيه بانسجام. وكان اليزمي يتحدث في افتتاح جامعة خريفية لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية تستمر يومين بالسجن المحلي براس الماء، وتنظمها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج تحت شعار "التأهيل الروحي للسجناء.. أي دور في تحصين الذات وتغذية الروح". وقال إن تحديد مهام المؤسسات السجنية أصبحت تتمثل في تنفيذ العقوبة الصادرة عن القضاء "في ظل احترام القواعد الحقوقية التي تحددها المبادئ الدولية والتشريعات الوطنية"، مضيفا أن هذه المؤسسات "أصبح من مسؤوليتها أيضا هدم الهوة بين السجين والفضاء الخارجي من خلال تأهيله حتى يستطيع أن يعيش فيه في انسجام". وأشار إلى أن مجال الاجتهاد في اعتماد طرق لإعادة تأهيل السجناء متوزع بين التأهيل الروحي والمهني والتعليمي والثقافي والرياضي، داعيا إلى دراسة الفئة المستهدفة قبل الشروع في تنفيذ برامج التأهيل الذي "يجب أن يتم بمبادئ المؤسسات السجنية في علاقتها مع شركائها الآخرين من مؤسسات ومجتمع مدني وغيرها". ومن جهته، ثمن عمر الصبحي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس الاستراتيجية التي تنهجها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج القائمة على المقاربة التشاركية والرامية إلى تطوير وتفعيل الدور التربوي والاجتماعي للمؤسسة السجنية، من خلال الانفتاح على المحيط ومد جسور التواصل مع فعاليات المجتمع المدني، والهيئات الحقوقية والعلمية والتربوية. وعبر الصبحي عن سعادة جامعة سيدي محمد بن عبد الله في المشاركة في جهود المندوبية العامة لا سيما في المجالات التي تدخل ضمن اختصاصها كالتدريب والتكوين المستمر وتعزيز قدرات موظفي المندوبية في مجال حقوق الإنسان، وتشجيع البحث العلمي في المجالات الحقوقية، وتحديث وتطوير العمل بالمؤسسات السجنية لتمكينها من توفير الظروف الملائمة لتحقيق إدماج فعلي وتأهيل حقيقي للنزلاء بعد الإفراج عنهم، وكذا للمساعدة في تنفيذ البرامج المرتبطة بالإدماج، سواء تعلق الأمر بالبرامج الخاصة بالتربية والتعليم والتكوين المهني أو بالمشاركة في أوراش الإبداع الفني والحرفي والتنشيط الثقافي، دون إغفال البرامج المتعلقة بالمواكبة الاجتماعية والنفسية والروحية. وتم في هذه الجلسة الافتتاحية للجامعة الخريفية التوقيع على اتفاقية شراكة بين المندوبية العامة وجامعة سيدي محمد بن عبد الله، تهدف بالخصوص إلى إعداد أبحاث ودراسات ومراجع في مجال علم الاجتماع السجني، وحول مختلف الظواهر الاجتماعية بالسجون، وتنظيم تكوينات وأيام دراسية وندوات ومواعيد ثقافية مشتركة. ويتضمن برنامج الجامعة الخريفية (20 و21 شتنبر) التي تندرج في إطار الدورة الثالثة لبرنامج الجامعة في السجون الذي تنظمه المندوبية العامة العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محاضرات تتمحور حول "التأهيل الروحي تحصين للذات ضد التطرف"، و"المنهج التزكوي ومفهوما الجهاد والتضحية في نشر الدين.. نشر الإسلام في إفريقيا أنموذجا"، و"الأمن الروحي في المجتمع.. المبادئ، الآليات والأهداف"، و"التصوف الإسلامي وعولمة الإسلام"، قراءة في الخطاب الشعري الصوفي"، فضلا عن ورشات وفقرات فنية