مع اقتراب عيد الأضحى، يكثر السؤال حول أوضاع أسواق المواشي، هل الأغنام متوفرة؟ وكم هي أسعارها؟ والإجابات غالبا لاتكون مقنعة، لذا يفضل الجميع زيارة هذه الأسواق والقيام بجولات بداخلها وكثيرون هم من يفضلون شراء أضحية العيد في أول زيارة، خوفا من تقلبات الأسعار المفاجئة. - جهة الداخلة وادي الذهب..المجال الرعوي الشاسع تتميز جهة الداخلة وادي الذهب بشساعة مراعيها التي تتجاوز مساحتها 13 مليون هكتار، وغناها بالنباتات العلفية المتنوعة ما مكن من توفير الظروف الملائمة لتربية الماشية خاصة الإبل التي يقدر عددها ب 27 ألف رأس، والأغنام التي تصل أعدادها إلى أكثر من 40 ألف رأس، إضافة الى الماعز التي تقدر ب 30 الف رأس. وقد تبنت المديرية الجهوية للفلاحة منذ سنة 2010 عدة مشاريع مهمة للنهوض بقطاع تربية الماشية بالجهة في إطار مخطط المغرب الأخضر بغلاف مالي تجاوز 120 مليون درهم. بالإضافة الى البرامج السنوية لإغاثة الماشية ومحاربة آثار الجفاف بغلاف مالي سنوي يناهز 10 مليون درهم ما مكن من توفير ظروف الانتاج الملائمة لكسابي الجهة وتنمية هذا النشاط الاقتصادي والثقافي المهم بالجهة. - مع اقتراب العيد..العرض يفوق الطلب يقدر عدد المواشي بجهة الداخلة وادي الذهب، لهذه السنة، بأكثر 15 ألف و 100 رأس، منها 9600 رأس من الأغنام و2500 رأس من الماعز. وقد تم إستقدام أكثر من 3000 رأس من الماشية من جهات المملكة الأخرى، من أجل سد حاجيات الساكنة المتزايدة خلال هذه المناسبة، ما يؤكد أن العرض المرتقب سيغطي بشكل كبير الطلب على الأضاحي. - "الرحيبة"..القلب النابض لتجارة المواشي بالداخلة عقارب الساعة تشير إلى الخامسة زوالا بالتوقيت الصيفي، جو معتدل وحركة لابأس بها داخل سوق الأغنام والمواشي أو "الرحيبة" باللهجة الحسانية، على بعد كيلومترات جنوب مدينة الداخلة، السوق يعد الأكبر من نوعه بجهة الداخلة وادي الذهب، تتمركز به عشرات الأحواش لتربية الأغنام والماعز والأبقار، ويشهد نشاطا تجاريا مكثفا خلال الأيام العشرة التي تسبق عيد الأضحى. - جولات ميدانية لمراقبة الأسعار وسلامة القطيع تحرص المديرية الجهوية للفلاحة على المراقبة اليومية لمستوى العرض وكذا ثمن البيع المتداول من أجل ضمان السير العادي لهذه العملية، كما تقوم المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ، بمعاينات يومية للحالة الصحية للقطيع المعروض للبيع من أجل حماية المستهلكين وضمان جودة الأضاحي المعروضة. - "الخير موجود..وكل واحد ياخد على قدو" خلال جولتنا بالسوق على بعد ثمانية أيام من العيد، لاحظنا وفرة في أعداد وأصناف المواشي المعروضة، "عبد الوهاب" كساب بالداخلة، يعرض أغنام من سلالة "الصردي"، قال لنا أنه عمل على تربية هذه السلالة بالداخلة بعد أن إستقدمها من نواحي مراكش قبل أشهر، "عبد الوهاب" قال بأن أسعار الأعلاف المرتفعة، تثقل كاهل الكسابة بالداخلة، الذين يعلفون أغنامهم بالشعير، الذرة، الشمندر وغيره، من أجل ضمان جودتها، وفي سؤال حول أثمنة الأغنام التي يعرضها، أجاب أنها تتراوح بين 3500 و4000 درهم. في الجانب المقابل لحظيرة "عبد الوهاب" يعرض الكساب "سلمان عبد العالي" أصنافا مختلفة من الأغنام، منها "الصردي" و"البركي"، وقال لنا أن السوق يعرف وفرة في العرض، فكل أنواع المواشي متوفرة بأسعار متفاوتة حسب الأحجام والسلالات، فصنف "البركي" مثلا تتراوح أثمنته مابين 1500 و 3000 درهم، بينما تتراوح أسعار صنف الصردي بين 2000 و3500 درهم، منهيا حديثة بجملة "كل واحد يتمشى على قدرو". عيد الأضحى لهذه السنة، يتزامن مع فترة العطلة الصيفية، التي يفضل أغلب سكان الداخلة قضاءها خارج المدينة، ما قد يساهم في إنخفاض أسعار المواشي خلال الأيام المقبلة حسب عدد من المراقبين.