أسدل الستار مساء السبت 19 غشت، عن فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للحضرة النسائية وموسيقى الحال، على امتداد ثلاثة أيام كان الجمهور المغربي والأجنبي على موعد مع عروض فنية ولقاءات تواصلية وأخرى علمية تنهل من الموسيقى الصوفية بتجلياتها الروحية وامتداداتها الحضارية. واحتفى المهرجان الدولي للحضرة النسائية وموسيقى الحال بالتجربة الإبداعية والصوفية للسنغال كضيف شرف، وقد جاء هذا الاختيار تتويجا لروابط الأخوة والتاريخ المشترك الذي يجمع بين المغرب والسنغال منذ عهد الدولة المرابطية إلى التاريخ المعاصر. هذا الاحتفاء هو تكريم للموسيقى الافريقية ككل بغناها الثقافي، وتعبير عن جوهر الانتماء والامتداد الحضاري للمغرب في عمقه الإفريقي، كما أن اختيار تمثيلية كل من البلدين الشقيقين مصر والجزائر تعبير عن أواصر الأخوة التي تربط المغرب وهذين البلدين وتجسيد عميق لترابط لحمة المشرق والمغرب واستشراف مستقبلي واعد لأفاق التكامل والتلاقح الثقافي البنّاء القائم على قيم الوحدة والتلاحم. كما شكلت مشاركة فرقة "أنانديتا بازو" من الهند خطوة ناجحة تمكن من خلالها الجمهور المغربي من الانفتاح على خصوصية الفن الصوفي بهذا البلد الصديق الذي يتميز بزخمه التراثي والفني، أما المغرب البلد المنظم فقد كان ممثلا بكل من فرقة الحضارات الصويريات، وفرقة بنات لالة منانة من العرائش، وفرقة عيساوة بنات مكناس، ثم فرقة الزاوية الحمدوشية من الصويرة، بالإضافة إلى المشاركة الشرفية لكل من الفرقتين الرائدتين جيل جيلالة والمشاهب. وتتويجا لأجواء التنظيم التي مرت فيها فعاليات المهرجان الدولي للحضرة النسائية وموسيقى الحال عبّرت الفرق المشاركة الأجنبية منها والوطنية عن إعجابها بخصوصية فن الحضرة النسائية بالمغرب، وأبدت رغبتها الأكيدة في مواصلة التعاون والتنسيق المشترك في مستقبل الدورات المقبلة، وهو ما يشكل مكسبا كبيرا للمغرب ولدبلوماسيته الثقافية التي يعتمدها المهرجان نبراسا لفلسفته التنظيمية. وعرفت منصة ساحة مولاي الحسن على امتداد أيام المهرجان حضورا جماهريا واسعا يعكس مدى تجدر فن الحضرة النسائية في عمق المجتمع المغربي وتعطش الجمهور الحاضر للتعرف على الموسيقى الروحية الصوفية في باقي بلدان المعمور، كما حظيت هذه الدورة بمتابعة العديد من الزوار الأجانب لفعاليات المهرجان الذين أبدوا إعجابهم بفكرة الاحتفاء بالمرأة المبدعة الحاملة لمشعل الثقافة الصوفية التي تنهل من قيم التعايش الحضاري والتآلف الانساني. وموازاة مع العروض الفنية للفرق المشاركة شهد فضاء برج باب مراكش التاريخي وقاعة بوجمعة لخضر بمتحف سيدي محمد ابن عبد الله بالصويرة لقاءات تواصلية ونقاشات علمية حول حاضر وآفاق التراثيات الفنية الصوفية و"صورة المرأة في الخطاب الصوفي"، شارك فيها العديد من المهتمين والباحثين في التراث الصوفي بالمغرب. وقد تُوجت هذه اللقاءات بإعلان الحبيب ناصري مدير المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي بخريبكة بشكل رسمي أنه سيتم تكريم مدينة الصويرة ومديرة المهرجان الدولي للحضرة النسائية وموسيقى الحال السيدة لطيفة بومزوغ في الدورة المقبلة بمدينة خريبكة في الفترة الممتدة بين 6 و9 دجنبر 2017 اعترافا بالمجهودات المبذولة وتثمينا لمسار المهرجان ولتوجهه القيمي والفني. وقبل إسدال الستار جددت جمعية الحضارات الصويريات شكرها لوزارة الثقافة والاتصال ممثلة في مديريتها الاقليمية بالصويرة –قطاع الثقافة- وعمالة إقليمالصويرة، والمندوبية الاقليمية للسياحة والمجلس الجماعي للصويرة وكافة الشركاء والفاعلين الذين ساهموا في إنجاح فعاليات هذه الدورة.