نشرت وكالة "رويترز" تقريراً تفيد فيه أن "مدينة تلعفر التي تقع على بعد 80 كيلومترا غربي الموصل تمثل أحد المعاقل الأخيرة لتنظيم "داعش"، الذي انهزم في الموصل ويخوض فيها معاركه اليائسة الأخيرة". وتستعد القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي لتحرير المدينة، التي سقطت في يد داعش في عام 2014، حيث وضع فيها التنظيم المتشدد حجر الأساس لحملات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الأقليات. وعانت المدينة، التي كان يعيش بها نحو 200 ألف شخص قبل أن تسقط في أيدي التنظيم، موجات من العنف الطائفي بين السنة والشيعة بعد غزو العراق عام 2003 وينحدر منها بعض أكبر قادة داعش، بحسب "رويترز". وأصبحت تلعفر محور صراع إقليمي أوسع على النفوذ، حيث تعارض تركيا، التي تربطها صلات بالتركمان وهم أغلب السكان في المدينة، مشاركة قوات شيعية تقاتل مع القوات العراقية وبعضها يتلقى دعما من إيران. ونقلت "رويترز" عن اللواء نجم الجبوري، وهو أحد كبار قادة الجيش العراقي، الشهر الماضي، أن ما يتراوح بين 1500 و2000 متشدد موجودون في تلعفر. ومن المحتمل أن يشمل هذا العدد بعض أفراد أسر التنظيم. وقال الكولونيل، رايان ديلون، المتحدث باسم التحالف الدولي الأسبوع الماضي إن التحالف شن ما يربو على 50 ضربة الأسبوع الماضي ضد مواقع دفاعية ومقرات قيادة ومستودعات ومعامل أسلحة تابعة للتنظيم المتشدد في تلعفر. وتوقع أن تكون معركة استئصال "داعش" من أحد آخر معاقله في العراق صعبة. ويعتبر قضاء تلعفر من أكبر الأقضية في العراق، ويحده من الشمال محافظة دهوك ومن الغرب قضاء سنجار ومن الشرق قضاء الموصل، ومن الجنوب قضاء الحضر. ويتبع قضاء تلعفر 3 نواحٍ هي ناحية رَبيعة وتسكنها عشيرة الشُمر، فيما تتكون ناحية زُمَار من قرى عربية وكردية، وناحية العياضة. أما مركز قضاء تلعفر فهي مدينة تلعفر، التي تقع في شمال غربي العراق وتتبع إداريا محافظة نينوى، ويقترب عدد سكانها عن 300 ألف نسمة ويقطنها التركمان. وتقع المدينة بالقرب من الحدود العراقية السورية وتبعد عنها نحو 60 كيلومتراً، بينما تبعد عن مدينة الموصل نحو 70 كيلومتراً، وعن جنوب الحدود التركية نحو 140 كيلو متراً.