أعلن التحالف الدولي ضد الجهاديين في سورياوالعراق الخميس ان الولاياتالمتحدة نشرت في العراق في الايام الاخيرة اكثر من 400 عسكري إضافي، وذلك بينما تستعد القوات العراقية لشن هجوم واسع النطاق لتحرير الموصل من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية. وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل جون دوريان ان عدد العسكريين الاميركيين في العراق ارتفع في غضون اسبوع من حوالي اربعة آلاف الى 4460 عسكريا، من دون ان يوضح مهمة هذه التعزيزات التي تمت الموافقة عليها في وقت سابق من العام الجاري. وتأتي هذه التعزيزات في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية لشن حملة عسكرية لاستعادة الموصل، ثاني كبرى مدن البلاد، من قبضة التنظيم الجهادي. والثلاثاء توقع قائد القوات الامريكية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتيل ان تتمكن القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي من استعادة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية بنهاية العام الحالي. ووصف التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمكافحة التنظيم المتطرف في العراقوسوريا خلال العامين الماضيين، المعركة المرتقبة لاستعادة الموصل بأنها ستكون حاسمة ضد الجهاديين في العراق. والموصل هي ثاني كبرى مدن العراق والمعقل الاساسي لتنظيم الدولة الاسلامية في هذا البلد. وبحسب الكولونيل دوريان فان عدد مقاتلي التنظيم الجهادي الموجودين حاليا في الموصل يتراوح بين ثلاثة الاف وأربعة ألاف جهادي. وبدأت قوات الامن العراقية بدعم من التحالف عمليات في محيط الموصل تمكنت خلالها من السيطرة على قرى وبلدات ومنشآت. وقد ا ستنزفت الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية أموال التنظيم وقيادته ومقاتليه الأجانب لكن من المنتظر أن تكون المعركة الأكبر في وقت لاحق من العام الحالي في مدينة الموصل بشمال العراق التي أعلن منها زعيمه أبو بكر البغدادي قيام «دولة خلافة» قبل عامين. وخسر المتشددون أكثر من نصف الأراضي التي استولوا عليها في العراق ومساحة مماثلة تقريبا في سوريا المجاورة لكنهم ما زالوا قادرين على السيطرة على معقليهما الموصل والرقة وترمزان للدولة التي سعوا لبنائها في قلب الشرق الأوسط. وتجري الاستعدادات العسكرية والإنسانية على قدم وساق لاستعادة الموصل أكبر مدينة تحت سيطرة التنظيم المتشدد. وتقيم القوات الأميركية مركزا للإمدادات اللوجيستية إلى الجنوب بينما تحذر الأممالمتحدة من أكثر عملية إنسانية تعقيدا هذا العام. وقد جاءت استعادة العراق لقاعدة القيارة الجوية والمناطق المحيطة على نهر دجلة هذا الصيف وتقع على مسافة 60 كيلومترا جنوبي الموصل لتمهد الطريق لحملة كبيرة على المدينة يقول قادة إنها يمكن أن تبدأ بحلول أواخر أكتوبر تشرين الأول. وليس واضحا ما إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية سيقرر البقاء ليقاتل حتى الرمق الأخير أم سينسحب ليعيد تنظيم صفوفه ويعاود القتال لكن بغداد تتوقع معركة شرسة ويستعد التحالف الدولي الذي يدعمها لذلك. ويقول اللواء نجم الجبوري قائد عملية الموصل إن المقاتلين الأشداء تسللوا على الأرجح إلى خارج المدينة وانتقلوا عبر الصحراء إلى سوريا حيث قتل الكثير من كبار القادة والمقاتلين الأجانب عندما استهدفوا في ضربات جوية. وأضاف إن تحقيق الانتصار بحلول نهاية العام سيكون سهلا مما يعني تنفيذ تعهدات رئيس الوزراء حيدر العبادي. وقال الجبوري «سنذهب إلى الموصل، سيذهبون إلى تلعفر، سنذهب إلى تلعفر، سيذهبون إلى الباج» مشيرا إلى منطقتين يسيطر عليهما تنظيم الدولة الإسلامية على مسافة 70 كيلومترا و140 كيلومترا على التوالي غربي الموصل ويمكن استخدامهما للوصول إلى سوريا. وتأرجحت الحرب على المتشددين في الشرق الأوسط بين الصعود والهبوط لكن هناك شعورا في المنطقة بتحول دفة الأمور ضد الدولة الإسلامية. ففي العام ونصف العام الأخير خسر التنظيم المتشدد أجزاء كبيرة من الأراضي ومواقع استراتيجية. في العراق أجبر على الانسحاب من تكريت وسنجار في الشمال وبلدة بيجي التي توجد بها مصفاة النفط وأخيرا الرمادي والفلوجة بمحافظة الأنبار في غرب البلاد. لكن الجيش الأميركي قال إن العراق في طريقه لاستعادة الموصل في وقت لاحق هذا العام. وفي الأسبوعين الأخيرين شوهدت معدات هندسية ثقيلة تقترب من قاعدة القيارة الجوية التي دمرتها الدولة الإسلامية قبل الانسحاب في يوليو. وقد يستغرق إصلاحها شهرين آخرين حتى يتسنى الاستعانة بها في إمداد ما بين 20 و30 ألف جندي عراقي يتوقع أن يشاركوا في الحملة. ولحين ذلك تحتشد القوات التي دربها التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة على مسافة ليست قريبة. وسقطت الموصل في قبضة الدولة الإسلامية في يونيو حزيران 2014 حين تركت نسبة كبيرة من قوات الأمن العراقية أسلحتها وفرت أمام تقدم المتشددين.