أخمدت السلطات في فنزويلا تمردا محدودا في قاعدة عسكرية قرب مدينة فالنسيا اليوم الأحد وألقت القبض على سبعة رجال بتهمة المشاركة في "هجوم إرهابي" ضد حكومة الرئيس اليساري نيكولاس مادورو الذي يعاني من تراجع شعبيته. كان مقطع فيديو انتشر في وقت سابق على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه مجموعة من الرجال بزي عسكري وهم يعلنون انتفاضة في أعقاب تشكيل جمعية تأسيسية موالية الحكومة يوم الجمعة لاقت إدانات واسعة. وقالت وزارة الدفاع في بيان إن بعض المتآمرين المشتبه بهم هربوا بأسلحة سرقت من القاعدة وإن قوات الأمن تجري بحثا "مكثفا" عنهم. وفي خطاب تلفزيوني هنأ مادورو القوات المسلحة على نجاحها في صد ما وصفه "بهجوم إرهابي" اليوم الأحد. وقالت كارولاينا هيريرا التي تسكن في فالنسيا إن مئات من سكان المداينة خرجوا إلى الشوارع. وقالت هي وشهود آخرون إنهم سمعوا إطلاق نار خلال الليل. لكن السلطات تصدت للمحتجين الملثمين بقنابل غاز اليوم الأحد بينما ساد الهدوء بين باقي سكان فنزويلا التي يسكنها 30 مليون نسمة. ورغم ذلك تبرز الواقعة مدى التوتر في البلد الواقع بأمريكا الجنوبية بعد أربعة أشهر من احتجاجات مستمرة مضادة للحكومة. وانتخبت فنزويلا في الأسبوع الماضي الجمعية التأسيسية المؤلفة من 545 عضوا التي وصفها مادورو بأنها أمل البلاد الوحيد في استعادة السلام. وتصف المعارضة الجمعية بأنها إحكام صريح من مادورو على السلطة. وأصدرت القوات المسلحة بيانات وصفت فيها محاولة التمرد بأنها "عرض دعائي" يهدف لزعزعة استقرار البلاد وأكدت مجددا ولائها للرئيس. وقالت القوات المسلحة إن الرجال مرتزقة يعملون لصالح المعارضة المدعومة من الولاياتالمتحدة لإسقاط نحو عقدين من الحكم الاشتراكي في فنزويلا الغنية بالنفط. وكتب إلياس جاوا من الحزب الحاكم على تويتر "هذه الهجمات التي خططت لها عقول أصابها الهذيان في ميامي ترفع معنويات قواتنا المسلحة والشعب البوليفاري". وفي المقطع المصور الذي جرى تداوله اليوم الأحد قال رجل عرف نفسه باسم خوان كارلوس كاجواريبانو وإنه كابتن سابق في الحرس الوطني "نحن نطالب بتشكيل حكومة انتقالية على الفور". وكان يحيط به ما لا يقل عن عشرة رجال يرتدون الزي العسكري. وقال "هذا ليس انقلابا. هو تحرك عسكري ومدني لاستعادة النظام الدستوري. لكن الأكثر من ذلك أنه ينقذ بلدنا من الدمار الكامل". وقبل ستة أسابيع هاجم شرطيون مارقون منشآت رئيسية في كراكاس بطائرة هليكوبتر لكنهم فشلوا في إحداث حركة أكبر. * الأضواء تتركز على القوات المسلحة ينظر الفنزويليون للقوات المسلحة بأنها صاحبة نفوذ كبير في الحكم وحثها زعماء المعارضة مرارا على الانفصال عن مادورو. لكن المؤسسة العسكرية لا تزال تؤكد علنا ولاءها للحكومة ويقول منتقدون إن العقود الحكومية المربحة والفساد والتجارة في السلع المهربة تعني أن الكثير من مسؤولي الجيش يرغبون في بقاء مادورو ويخشون من إحالتهم للقضاء إذا تولت المعارضة السلطة. وعزلت الجمعية التأسيسية الجديدة أمس السبت المدعية العامة من منصبها وأحالتها للمحاكمة مما يؤكد مخاوف المعارضة من أن هذه الجمعية ستستخدم سلطاتها للتخلص من منتقدي الحكومة. وأصبحت المدعية العامة لويزا أورتيجا المتحدي الرئيسي لمادورو من داخل الحركة الاشتراكية الحاكمة منذ بدء احتجاجات مستمرة للمعارضة في أبريل نيسان. ومنذ ذلك الحين قتل أكثر من 120 شخصا في أحداث عنف اشتبك خلالها محتجون مع قوات الأمن التي تستخدم الرصاص المطاطي ومدافع المياه.