سيترك المايسترو عبد المجيد الظلمي فراغا كبيرا، بعد أن انتقل إلى دار البقاء، مخلفا وراءه صورة مثالية عن اللاعب المتخلق الذي لم تغيره الشهرة. في آخر صورة له، التقطة للمايسترو قبل 24 ساعة فقط من وفاته، كانت له مع رفيقه الحداوي، حيث نشرها هذا الأخير على صفحته في الفيسبوك، ومعها كتب تعليقا قال فيه: الحاج الظلمي إن شاء الله. وربما لم تتحقق أمنية الحداوي، لكن الظلمي سيظل في قلوب كل المغاربة، حيث لم يكن يعشقه الرجاويون فقط، بل كان محبوب كل المغاربة. وعايش الظلمي أجيالا مختلفة من لاعبي المنتخب، وربما ذلك جعله الحكيم الصامت الذي يتكلم داخل الميدان أكثر مما يتكلم خارجه. ولم يكن عبد المجيد الظلمي لاعبا للمنتخب فقط، بل أيضا ظل وما زال رمزا من الرموز الكبيرة في تاريخ فريق الرجاء البيضاوي، واللعب النظيف ووالروح والأخلاق الرياضية العالية، فضلا عن شخصيته الغريبة الأطوار التي كان يطبعها صمت عميق، وابتعاد تام عن الأضواء ووسائل الإعلام خارج المستطيل الأخضر مما زاد من غموضه أكثر. ولكن شعبيته لدى جماهير الرجاء البيضاوي آنذاك تعرضت نسبيا للاهتزاز عندما قرر الأخير الإنتقال أواسط الثمانينات إلى فريق جمعية الحليب، الذي تحول اسمه فيما بعد إلى الأولمبيك البيضاوي، مقابل امتيازات كانت تبدو آنذاك مغرية من بينها ثلاثة آلاف درهم مغربي كل شهر مدى الحياة. وعلى الرغم من أن ذلك الانتقال المفاجئ لم يغير من «رجاويته» وتعلقه بالفريق البيضاوي شيئا، إلا أن مناصري الرجاء آنذاك وعاطفتهم المفرطة لم يهضموا ذلك بسهولة، وربما عانى الظلمي بعد ذلك من صفير يأتي من هنا وهناك، وهو عتاب المحبين الذين لم يقبلوا أبدا بتغيير لون القميص الذي ترعرع على ألوانه عبد المجيد الظلمي. لكن ما حدث بعد ذلك أن الأولمبيك البيضاوي اندمج في فريق الرجاء وكأن خلايا جسم هذا اللاعب دفعت بالفريق كله بالعودة إلى الأصل، فنام الأنصار بعد ذلك ملء جفونه.