عادات وتقاليد تصاحب نظام الترحال في مرحلتيه الصيفية والشتوية بين سفح الجبل وقمته رفقة قطيع الماشية اهم مصدر للعيش بعد ما تدره الفلاحة المعاشية التي يمارسها بعضهم في ما جادت به الجبال الشاهقة من حقول على شكل مدرجات اغلب زراعاتها شعير للاستعانة بها كلا للماشية اثناء اقامته الشتوية في سفح الجبل بينما تكسو الثلوج القمم. عادات ورثها الابناء عن الاباء والاجداد منذ عشرات السنين بحيث يحدد كل تجمع سكاني توقيت رحلته الصيفية من الدوار الى '' العزيب '' ومنه الى الدوار في رحلة الشتاء ، تبدا رحلة الصيف نهاية شهر ماي وتنتهي في عضون شهر ستنبر عند قرب تهاطل الثلوج التي تغطي المكان ، وقد تطول المدة او تقصر بين السنوات الماطرة والعجاف. ويتكلف كبير الاسرة ، التي ما تزال اغلبها متماسكة في تلك المناطق الجبلية الوعرة ، بالذهاب مع القطيع او يعين من ينوب عنه في حالة عجزه عن ذلك مع امكانية التناوب على تلك المهمة بين كل فرد لم يغادر الدوار الى وجهة ابعد من اجل العمل غير الرعي للمساعدة على ضمان لقمة عيش الاسرة الكبيرة. ''العزيب'' المكان الذي يقصد به السكن المؤقت للقطعان والرعاة يتكون من غرفة واحدة مبنية بشكل بسيط بما يجود به المكان من مواد كالطين والخشب ، بجوارها ساحة تتسع لاستيعاب القطيع مسيجة هي الاخرى بالاخشاب ممزوجة بالاشواك لمنع تسلل الذئاب الى المكان. وتنتشر هذه ''العزبان'' كما يفضل اهل جبال الحوز جمع مفردها في اغلب المناطق الجبلية بالافليم من منطقة ثلات نيعقوب شرقا الى منطقة غجدامة غربا مرورا باوكايمدن ، ستي فاضمة ومنطقة الزات وسط الاقليم . ويعد سكان دوار اكيس في منطقة الزات التابعة للجماعة القروية اربعاء تغدوين الاستثناء في الترحال بخروجه عن الطريقة السالفة الذكر بحيث لا يرحل شخص واحد من كل اسرة مع القطيع بل ترحل الاسرة بكامها مع القطيع الى دوار اخر لهم '' ورزازط ''في منطقة ياكر فوق قمة منبسطة من جبال الاطلس الكبير ، في رحلة الصيف ، لم يبق في اكيس سوى الحارس بالتناوب بين افراد الاسر الذي يقوم ايضا بدور المكلف بدورة السقي بحيث يلتحق باسرته كي يفتح المجال لجاره بالنزول للسفح للحراسة والسقي. هكذا تسير الامور الى ان تنتهي رحلتهم الصيفية ويعود السكان الى اكيس منتصف شتنبر قبل تساقط الثلوج وقبيل الدخول المرسي .