غضب في صفوف مثقفي وفناني مراكش، بعد إقدام إحدى المؤسسات البنكية،على حجب وتغطية اللوحة الفنية الأشهر بالمدينة، عبر ملصق إشهاري ضخم دون أدنى اعتبار لقيمة العمل الفني، وما يرمز إليه بالنسبة لعموم المراكشيين. اللوحة الفنية (جدارية) التي تم إنجازها من طرف فنان عالمي، في إطار فعاليات مهرجان «بينالي مراكش»، تجسد صورة المواطن المغربي العادي ببساطته وعنفوانه، وتبرز طيبوبة الرجل المراكشي بابتسامته البريئة، التي تغالب قساوة الحياة ووطأة المعيش اليومي. عمل فني من إهداء مبدع عالمي لمدينة سكنت قلبه ووجدانه، أصبح من صميم المعالم المراكشية التي لا تخطئها العين، وهي تطل بكل شموخ من عليائها بواجهة البناية المواجهة لمبنى المسرح الملكي والبوابة الرئيسة لمحطة القطار بمدارة ملتقى شارعي الحسن الثاني ومحمد السادس. كل هذه القيمة الفنية والرمزية الثقافية والأدبية للجدارية لم تعصمها من التطاولات، حيث بدأت منذ أشهر تتسرب أخبار ومعلومات عن شروع إحدى الوكالات البنكية الموجودة بالبناية المحتضنة للوحة الفنية بإعداد العدة لإزالة الجدارية، في إطار إشغال التهييء والتوسعة التي تقوم بها. زوال أمس كانت الخطوة الأولى الممهدة لتفعيل التهديد المذكور، متمثلة في تغطية اللوحة الفنية بملصق إشهاري عملاق، الأمر الذي أذكى فتيل الغضب والاحتجاج في صفوف المثقفين وجمهور الفن والفنانين، وعمت وسائل التواصل الاجتماعي نداءات تدعو للاحتجاج واستنكار هذا «التطاول الفج». تحركات انتبهت إليها السلطات المحلية بالمدينة فسارعت بالتدخل للحد من البلاء قبل وقوعه، ومن ثمة إجبار مسؤولي المؤسسة البنكية على «فك أسر الجدارية الفنية»، وإزالة الملصق الإشهاري من على وجه رجل اللوحة، وإحالة الملف على القضاء.