اختلف قادة أكبر اقتصادات في العالم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سياسة المناخ خلال قمة مجموعة العشرين، السبت 8 يوليو، في إقرار علني نادر بالخلاف وبما يمثل ضربةً لجهود التعاون متعددة الأطراف. وحققت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الحريصة على إظهار مهاراتها كوسيط قبل شهرين من انتخابات عامة في البلاد، هدفها الرئيسي في الاجتماعات التي عقدت في مدينة هامبورغ بإقناع القادة بمساندة بيان موحّد يحتوي على تعهدات بشأن التجارة والتمويل والطاقة وإفريقيا. لكن الخلاف بين ترامب، الذي فاز بعد حملة انتخابية تعهد خلالها بأن يضع "أميركا أولاً"، وبين باقي دول المجموعة التي تشمل دولاً مختلفة مثل اليابان والسعودية والأرجنتين بشأن المناخ، كان صارخاً. وأعلن ترامب الشهر الماضي انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاقية باريس الدولية للمناخ التي أبرمت قبل عامين. وقالت ميركل للصحفيين في ختام القمة: "في النهاية عكست المفاوضات بشأن المناخ انشقاقاً. الجميع ضد الولاياتالمتحدة الأميركية". وتابعت قائلة: "حقيقة إن المفاوضات بشأن التجارة كانت صعبة بشكل استثنائي كانت بسبب مواقف بعينها اتخذتها الولاياتالمتحدة". وضمت القمة خليطاً متوتراً من القادة في وقت يتعرض فيه المشهد الجيوسياسي للعالم لتغيرات كبرى. كما خيم على القمة اندلاع مظاهرات عنيفة خلفت سيارات محترقة وواجهات محال محطمة في شوارع المدينة. وترك تحول ترامب لسياسة دبلوماسية أكثر أحادية وفردية فراغاً في القيادة العالمية وأقلق حلفاء تقليديين في أوروبا وفتح الباب لقوى صاعدة مثل الصين لاقتناص دور أكبر. وخيمت التوترات بين واشنطن وبكين على الفترة السابقة للقمة مع تصعيد إدارة ترامب من الضغط على الرئيس الصيني لكبح جماح كوريا الشمالية والتهديد بإجراءات تجارية عقابية على الصلب.